الأزهري: عدم التصدي للجدل في معالم الشريعة يؤدي لظهور تنظيمات متطرفة
لقطة من البرنامج
قال الدكتور أسامة الأزهري أحد علماء الأزهر الشريف، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن القول بإن حروب الردة كانت أساسا لقتال المسلمين بعضهم لبعض، وأن تنظيم «داعش» الإرهابي تعود جذوره إلى مشهد حروب الردة، هو فهم بعيد تماما عن إدراك الواقع والسياق وقراءة الأشخاص، وفهم متحامل جدا.
وأضاف «الأزهري»، في لقاء مع برنامج «رجال حول الرسول»، المذاع على قناة «dmc» الفضائية، ويقدمه الإعلامي أحمد الدريني، الأربعاء، حول شخصية الصحابي أبو بكر الصديق، أن الأولوية الكبرى لحفظ الأمن المجتمعي، والسلم المجتمعي، ولا بد من الأخذ بزمام الأمور لكي لا يخرج كل شخص بالسلاح على أخيه، مشيرا إلى أن الجدل في معالم الشريعة هو بداية الضرر ولو ترك سيؤدي إلى ظهور تنظيمات مثل داعش.
وتابع العالم الأزهري، بأن الصحابي أبو بكر الصديق، كانت له نظرة عميقة للأمور، وكان بعيد النظر، وظهر ذلك في تحريك جيش ضخم يرأسه أسامة بن زيد، رغم صغر سنه، خرج من المدينة المنورة إلى الشام، وعند مروره بقبائل العرب كان يوقف نزيف الدماء الذي سال بسبب المرتدين.
ولفت إلى أن كل قبائل العرب سوف تسمع بخبر خروج هذا الجيش الكبير إلى الشام، وبالتالي يعتقدون أنه لديه جيش أكبر وبالتالي يخشونه و«كل واحد يلزم حده»، موضحا أنه بعد وصول أسامة بن زيد إلى الشام مكث ما بين 40 إلى 70 يوما، ولم يحدث أي قتال، ولكنه سكّن ضررًا، وأوقف المشاكل الجانبية.
وشدد على أنه كان يستطيع سحق المرتدين ولكنه لم يفعل، كما أنه لم يقل «قتل المرتدين»، ولكنه قال «قتال المرتدين»، أي أن هناك حربا وليس اشتهاء للدماء.