يجلس عشرات المواطنين على مقاعد القطار، كل سارح في مشاكله وهموهه، ينتظرون ساعة الإفطار، فلم يتبق سوى القليل، وأثناء جلوسهم، سمع صوت قوي يشير إلى فك بلف الخطر الخاص بالقطار، وقتها همّ إسماعيل شعبان بالوقوف سريعًا، حيث عادت ذاكرته إلى حادثة قطار طهطا، فجرى مسرعًا ناحية الصوت، وفوجئ بأن طفلاً بائعًا فك بلف الخطر الخاص بالقطار.
كان «إسماعيل» مسافرًا من طنطا إلى بلدته في سوهاج، استقل قطار «185 إسكندرية أقصر»، الذي يمر على طنطا وسوهاج، وقبل الإفطار بساعة تقريبًا، فوجئ بصوت بلف الخطر، حيث يحكي قائلًا: «أول ما سمعت الصوت عرفت إنه بلف الخطر، قومت على طول أشوف في إيه، مشيت ورا الصوت لغاية ما لقيت طفل صغير بيبع ميه ساقعة وعصائر، قلت له بتعمل إيه، رد عليا وقال ألفاظ وسب كل اللي موجودين في القطر وقال محدش له حاجة عنده ولا دعوة بيه».
توقف لدقائق.. ثم استكامل السير
توقف القطار لدقائق قليلة إلى أن يعود الهواء من جديد إلى «البلف» ويستكمل مسيرته: «كان ممكن يكون في قطر جاي ورانا وتتكرر حادثة طهطا مرة تانية».
حاول «إسماعيل» التحفظ على الطفل، ولكنه جرى مسرعًا منه، واستطاع الركاب والكمسري اللحاق به، وتم التحفظ عليه، وبعد وصول القطار إلى محطة ملاوى بالمنيا، تم تسليمه إلى شرطة المحطة.
أثناء ذهاب الطفل رفقة بعض الركاب والعاملين بالمحطة، رآه والده، ويعمل بائعًا في القطار أيضًا، بحسب «إسماعيل »: «أول ما والده شافنا، قال لنا هو عمل إيه»، حينها كان هناك العديد من ركاب القطار، فأكدوا أنهم رأوا والده أيضًا يقوم بفك بلف الخطر: «القطر وقف مرة تانية وإحنا في الطريق، ولما شوفنا أبوه، الركاب قالوا إن هو اللي شد البلف تاني، وطلع أبوه».
تعليقات الفيسبوك