ينتظر المصريون أعياد الربيع كل عام لتناول «الفسيخ والرنجة»، كعادة قديمة وتراث فرعوني ارتبط بمناسبة شم النسيم منذ قديم الأزل، لكن الوضع أصبح مختلفا هذا العام، حيث يحل «شم النسيم» ضيفا على شهر رمضان، ما يجعل من تناول الأسماك المملحة على مائدة الإفطار أمرا صعبا، لكن ورغم هذا يتوقع تجار الفسيخ في نبروه، أحد أشهر الأماكن لبيعه، بأن يعوض عيد الفطر خسارة الموسم، مشيرين إلى أن العيد هذا العام سيكون للفسيخ وليس للكحك.
«الوطن» التقت بعدد من الباعة من مدينة «نبروه» بمحافظة الدقهلية، الشهيرة بـ«مدينة الفسيخ»، حيث تضم أكثر من 70 مصنعا، و80 محلا لتصنيع وبيع «الفسيخ»، للتعرف على طبيعة الموسم هذا العام، حيث وصف مسعد شعير، تاجر فسيخ، هذا الموسم بالاستثنائي، حيث يتصادف شم النسيم مع شهر رمضان، ما جعل الإقبال ضعيفا، متوقعا زيادته الأيام المقبلة، حيث يقوم بعض المواطنين بتخزين «الفسيخ» لتناوله في عيد الفطر المبارك «فالعيد السنة دي عيد الفسيخ مش عيد الكحك».
ويحكى «مسعد» عن سر شهرة «نبروه» بـ«الفسيخ»: «الأمانة والنظافة واستخدام أجود الأنواع من السمك البوري والملح الخشن، والمنافسة الشريفة، هي سبب السمعة الطيبة لنبروه».
ويأتي لـ«نبروه» زبائن من كل مدن وقرى مصر، بحسب «مسعد»، بخلاف طلبات المصريين المقيمين في الدول العربية، مشيرا إلى قيام التجار بوضع «الفسيخ» في براميل خشب نظيفة وصالحة للتمليح لإنتاج «فسيخ» نظيف وصحي.
وعن الأسعار هذا العام، يقول أسامة أحمد، أحد منتجى «الفسيخ» بمدينة «نبروه»، إنها تقل قرابة 20 جنيها في الكيلو الواحد: «٤ سمكات في الكيلو الواحد بـ50 جنيها، وثلاث سمكات بالكيلو بـ70 جنيها، و90 جنيها للكيلو سمكتين، و100 جنيه للكيلو سمكة واحدة»، وهو ما يقل عن العام الماضي، بسبب حالة الركود بصفة عامة على مزارع الأسماك، وعدم الإقبال من التجار لشراء الأسماك وتمليحها بسبب شهر رمضان الكريم.
ويرى خالد شعير، تاجر «فسيخ»، أن «نبروه» لا تتأثر إطلاقاً بالموسم الحالي، فجميع المحال تبيع «الفسيخ» طوال العام، وبسبب حلول شهر رمضان، قام محبّو «الفسيخ» بشرائه قبل رمضان وحتى الآن: «هناك طلبات يتم حجزها بداية من 20 رمضان وحتى عيد الفطر المبارك، وتم عمل حساب الموسم متأخرا قرابة 15 يوما، وربما يكون عيد الفطر هذا العام عيد الفسيخ وليس الكحك».
ويضيف أحمد مندوه، تاجر، أن «فسيخ نبروه» موجود في معظم محافظات مصر، حيث يقومون ببيعه لتجار في القاهرة وبورسعيد ودمياط والجيزة والإسكندرية، ومعظم مصانع «الفسيخ» في المدينة يتعاقد معها تجار من باقي المحافظات: «فسيخ نبروه لا يُعلى عليه».
وعن الصحة والأمان، يقول «مندوه»: «كل شهر يتم أخذ عينات من قبل الصحة والتموين، وفي الفترة الأخيرة يتم سحب عينات أسبوعياً وتحليلها، وتظهر النتيجة بعد 10 أيام، وجميع مصنّعي الفسيخ في نبروه لديهم اعتماد صحي، لأننا نحترف هذه المهنة أباً عن جد».
تعليقات الفيسبوك