نماذج شبابية مضيئة تنتشر في ربوع مصر يشكلون جنودا مجهولين لتقديم العديد من الخدمات للأسر الأولى بالرعاية، من ضمن هذه النماذج مبادرة «شباب الخير بالديدامون» بمحافظة الشرقية، الذين سخروا أنفسهم طوال العام في الدعم التطوعي والمساندة المجتمعية في العديد من المجالات، أبرزها تجهيز العرائس وإفطار المسنين وقياس نسب الأكسجين لمرضى فيروس كورونا، ودعمهم باسطوانات الأكسجين.
وبرغم محدودية إمكانياتهم، إلا أنهم استطاعوا بالجهود الذاتية التغلب على بعض العقبات، فالعمل التطوعي خاصة في ظل ظروف فيروس كورونا، يمثل واجبا إنسانيا وخدمة مشرفة لهم وللوطن، مشيرين إلى أن تطوعهم يشعرهم بالسعادة خاصة أن ذلك يرسم الابتسامة على وجوه البسطاء.
أحمد نبيل، طالب جامعي ومؤسس المبادرة، يقول لجريدة «الوطن»، إنه فكر في تكوين مجموعة لمساعدة أهل قريته «الدايدمون» بمركز فاقوس، محافظة الشرقية، فنقل لصديقه «جودة» رغبته في إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لتقديم المساعدات والخدمات، وضم الشباب من خلالها للمشاركة بالمبادرة، وبالفعل دشنوا الصفحة باسم «يلا نخدم بعض»، ولاقت إقبالا من شباب محافظة الشرقية.
«توزيع البلح والمياه كانت بداية انطلاقنا»، بهذه الكلمات واصل «نبيل» سرده تفاصيل بداية مبادرته الوليدة، لافتا أنهم كانوا يوزعونها على السائقين المارين بأحد الطرق السريعة في القرية خلال وقت الإفطار، وبعد فترة وقع حادث حريق في أحد الأفران بالقرية، وحدث به تسرب للغاز، وتوفي على إثره عدد من المواطنين، وأصيب البعض الآخر، ومن خلال صفحة المبادرة تم التواصل مع أشخاص للتبرع بالدم وبأموال لمساعدة المصابين.
وأضاف الطالب الجامعي، أنهم بعد هذا الموقف باتوا مصدرا للثقة، واتفقوا مع اثنين من «كبارات القرية»، هما «الشيخ وليد» و«الشيخ حسين»، وهما مصدران للثقة مع الأهالي، لإعطائهما الأموال لتوزيعها على المحتاجين ولمن يستحقها، لافتا أنهما بجانب هذا يساعدانهم في توفير أدوات المطبخ للعرائس أو تجهيز شنط بها 10 أصناف من المواد الغذائية لمعدومي الدخل، تتكون من دجاج أو لحم وزيت وسكر ومواد أخرى، «بتكون شنطة محترمة»، ويتم توزيعها أسبوعيا في كل يوم خميس، ليصبح مؤسسي المبادرة الطالب الجامعي وصديقه جودة والشيخ حسين والشيخ وليد والجندي المجهول أمين أبو عادل.
وأشار إلى أن أحد الأشخاص قرر التبرع لهم بحقائب مدرسية قبل فترة دخول الطلاب للمدارس، وتوزيعها على الطلاب غير المقتدرين، إضافة لتوفير كسوة للطلاب الأيتام وتنظيف القرية من القمامة، وإجراء بعض العمليات للمرضى وفقا لمشورة الطبيب المختص وبواسطته، كما أن المبادرة لم تتوقف عند هذا الحد بل واكبت التطورات التي تحدث في العالم من جراء فيروس كورونا وقرروا المساعدة في تطهير منازل المرضى، وتوفير اسطوانات الأكسجين والأدوية لهم، وتنظيم دخول الطلاب للمدارس لتطبيق الإجراءات الاحترازية.
وطالب «نبيل» بدعم مجلس مدينة فاقوس لأعضاء المبادرة في إنهاء بعض الأوراق التي يحتاجونها لتسهيل خدمة المواطنين، مثل توصيل الكهرباء في أحد عواميد النور التي يوفرونها لتركيبها للإنارة، وهذه الإجراءات تستغرق وقتا طويلا لتوفير الخدمة.
وأشار إلى أنه يطمح في إجراء عملية كلى لشاب مريض، ويتم حاليا جمع بعض من الأموال المطلوبة لإجراء العملية، وإتمام ذلك في أسرع وقت لإنقاذ حياته، متمنيا أيضا أن تتوسع المبادرة بشكل أكبر على مستوى المحافظة والجمهورية لرسم الابتسامة على وجوه الجميع.
وتابع «أنا نفسي مبادرتنا متبقاش بس على قد القرية أو المركز ولكن تكون على قد الشرقية ومصر كلها، ونساعد الناس وندخل الفرحة على قلوبهم، ونفسي كل دة يتحقق، وبدل ما بنوزع 100 وجبة في رمضان ممكن نعمل 500 وجبة، وأوصل لكل الناس خاصة المسنين منهم اللي لما بروح أوزع عليهم الوجبات بنفسي بلاقيهم بيفطروا في رمضان عيش وجبنة وطماطم»، موجها الشكر للسيدات المتطوعات في المبادرة لتجهيز الوجبات.
تعليقات الفيسبوك