حطم قرية.. هذا ما حدث عندما فقدت الصين السيطرة على صاروخ «إنتلسات 708»
صاروخ صيني
أطلقت الصين صاروخاً ضخماً إلى الفضاء يوم الخميس الماضي، عبارة عن إصدار جديد من صواريخ «لونج مارش»، وهو واحد من أضخم الصواريخ المستخدمه في التاريخ.
وتحرص الصين على عدم الإفصاح عن هذه التجارب، حتى لا تتعرض لانتقادات دولية في حالة فشل تلك التجارب، مثلما حدث في 26 يناير 1995، عندما انحرف صاروخ (لونج مارش Long March 2E) عن مساره وانفجاره بعد ثانيتين فقط من إطلاقه بمركز شيتشانغ الفضائي، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأرض.
وفي العام التالي 1996، شهدت الصين حدوث كارثة، أثناء عمليه إطلاق الصاروخ «إنتلسات 708»، حيث فشلت عملية الإطلاق، وسقط الصاروخ على الأرض، ليؤدي انفجاره إلى تدمير قرية بالكامل بما فيها من سكان، وعملت السلطات الصينية على محو أثار تلك الكارثة سريعاً.
وفي أعقاب كارثة 1996، تم احتجاز ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية في ملجأ لمدة خمس ساعات، بينما زعم البعض أن الجيش الصيني كان يقوم بأعمال تطهير في القرية المنكوبة، وألقى مسئولون، في وقت لاحق، باللائمة في الفشل على هبوب رياح غير متوقعة، وأفادت وكالة أنباء شينخوا، في البداية، بمقتل 6 أشخاص وإصابة 57 آخرين.
الصاروخ الحالي كان مصمماً لحمل أول وحدة بناء فى المحطة الفضائية الصينية الجديدة، وهو عكس باقي الصواريخ التي تنفصل عن الحمولة في مدار منخفض، من أجل التحكم فيها، وفي مكان وزاويه دخوله للغلاف الجوي، بحيث يسقط في مكان مهجور أو في المحيط، ولكن الصين هذه المرة قررت أن يذهب الصاروخ ويكمل لاقصى مدى، وحينما دخل الفضاء فقدوا السيطره عليه.
يبلغ طول الصاروخ 100 قدم، أي أكثر من 30 متراً، ويتجاوز وزنه 20 طنا، ويدور حالياً حول الكوكب، بانتظار دخول الغلاف الجوي للأرض خلال الساعات القليلة القادمة، وفي حالة سقوطه في منطقة مأهولة بالسكان، فقد يتسبب بمقتل الآلاف.
واستناداً إلى مداره الحالي، يمر الصاروخ فوق الأرض شمالاً مثل نيويورك ومدريد وبكين، وإلى الجنوب حتى جنوب تشيلي وويلينجتون ونيوزيلندا، ويمكنه إعادة دخوله في أي نقطة داخل هذه المنطقة، ونظراً لسرعة دورانه حول الأرض، فإن أي تغيير ولو بسيط في مساره، يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً في المكان الذي قد ينتهي إليه.
جاء إطلاق الصاروخ «لونج مارش» العملاق كجزء من 11 مهمة مخططة لاستكمال بناء محطة الفضاء الصينية، والتي من المتوقع أن تكتمل في أواخر عام 2022، ويجري بناؤها على شكل حرف T، وتزن حوالي 60 طناً، وهي أصغر بكثير من محطة الفضاء الدولية، التي أطلقت أول وحدة لها في عام 1998 وتزن حوالي 408 أطنان.