الطيب: البعض يظن أن تجديد خطاب الدين يكون بمخالفة فتاوى قدامى الفقهاء
شيخ الأزهر
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الطفرة في الرغبة في الاجتهاد والتجديد، وفتح الأبواب لكل من هب ودب ممن ليسوا أهلا لاجتهاد، وممن يورن أنه آن الآوان لهذا الباب أن ينفتح على مصراعيه، تسبب في ظهور من يطالب أن نستحدث ما يناسب العصر الذي نعيش فيه، موضحًا أن خطر هؤلاء في أنهم يظنون أن الأمر سهلًا يسيرًا، وأن عليهم أن يخالفوا فتاوى الأقدمين من رجال الفقه، فإذا هم مجتهدون مجددون حتى ولو لم يكونوا على شيء من الدراسة والعلم الذي لا بد منه لكل من يريد أن يقتحم المجال.
وأضاف الطيب، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «DMC»، أنّ الإمام مالك قال إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، تفرقوا في البلاد فأفتى كل في عصره بما رأى، وإن لأهل مكة قولًا، ولأهل المدينة قولًا تعدوا فيه طورهم، ولما قال له المنصور إنما العلم عند أهل المدينة فضع للناس علما، رد عليه عليه الإمام «إن أهل العراق لا يرضون علمنا ولا يرون في علمهم رأينا»، وهذا مجرد مثال واحد من أمثلة عديدة لدعاوى الاجتهاد من أجل تجديد الفكر الإسلامي، وما إن تظهر حتى تختفي ويبقى الأمر على ما هو عليه، ولا نبالغ إذا قلنا أن الأمر مازال باقيا على حاله حتى هذه اللحظة.
وتابع الطيب أنه يعتقد أن الأستاذ الدكتور محمد يوسف موسى رحمه الله أصاب كبد الحقيقة، حين لفت الأنظار إلى أن علة الجمود والعجز عن التجديد، علة مركبة من عنصر كسول وعنصر متهور وأن كلا من هذين العنصرين المتنافرين يغري الآخر للصمود بمعركة خاسرة ويمده بأسباب التعويق والفشل الدائم، وهذه مشكلة شديدة التعقيد مازالت تعمل عملها المشؤم حتى يومنا هذا.