هشام طلعت: دخلت «التجارة» تحقيقاً لرغبة والدي.. وهذه أصعب فترات حياتي
رجل الأعمال لـ فوربس: أشقائي وأبنائهم يعاونوني.. والطبقة الوسطى تشغلني
هشام طلعت مصطفى
كشفت رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، رئيس مجموعة «طلعت مصطفى» العقارية، أسراراً عن حياته الشخصية لأول مرة، تتعلق ببدايته المهنية وقصة صعوده، وذلك في حوار لمجلة «فوربس» الأمريكية.
كلية التجارة بدلاً من الهندسة
وقال هشام طلعت مصطفى، إنَّه بدأ حياته بعد حصوله على درجة متميزة في الثانوية العامة عام 1976، اتجه بعدها للالتحاق بكلية الهندسة، لكن والده نصحه باستكمال دراسته في كلية التجارة، إذ لم يكن لدى الأسرة من يملك الخبرة في المجال المالي والمحاسبة وإدارة الأعمال، حتى تطوير أداء الشركة، مضيفاً: «الحمد لله٬ كان الوالد يتمتع برؤية بعيدة المدى».
البداية كانت 1980
وأضاف «هشام» قائلاً: «بدأت مسيرتي العملية منذ عام 1980، حين كنت مسؤولًا عن هيكلة شركة الإسكندرية للإنشاءات، وخلال هذه الفترة، أدركت أن قطاع العقارات سيشهد تغيرات كبيرة، مع توجه الحكومة وقتها لتعزيز دورها في طرح المشروعات. فبدأت التفكير في كيفية تأسيس كيان عقاري خاص لمجموعة طلعت مصطفى، يتيح لنا أن نكون فاعلين في عملية طرح المشروعات العقارية».
2 مليون جنيه
وتابع رجل الأعمال قوله: «التحقت بالعمل في الشركة، واستعنت وقتها بالكثير من الخبرات التي ساعدتني على تحقيق رؤيتي في إعادة هيكلة القطاع، لكن ينبغي أن أشير هنا إلى أن الشركة بدأت عام 1985 برأس مال لا يتجاوز 2 مليون جنيه، بينما يبلغ رأسمال الشركة اليوم 20 مليار جنيه، وهنا أؤكّد أنَّ خلاصة تجربتي ورسالتي التي أتوجه بها لكل شاب يبدأ حياته، تتلخص في ضرورة الإصرار على تحقيق الأهداف».
وأوضح رئيس مجموعة «طلعت مصطفى» العقارية: «قمت بالعديد من الزيارات خارج مصر في الفترة من 1975 إلى 1984، واطلعت على أحدث التطورات فى المجال العقاري بأمريكا وأوروبا، ودائمًا ما كان يشغل تفكيري عدم قدرتنا على الوصول بمستويات التطوير العقاري كما يحدث في دول العالمـ كذلك كنت منشغلًا بالطبقة المتوسطة التي لم تتوافر لها وحدات سكنية تلبي احتياجاتها».
وعمن يعاونوه في إدارة المجموعة العقارية من أبناء العائلة، قال هشام طلعت مصطفى: «لدينا 3 قطاعات رئيسة في العائلة، من بينها القطاع العقاري والسياحي الذي يعد أكبر قطاع، وهذا أنا المسؤول عنه، وهناك قطاع المقاولات والتصنيع، الذي يديره المهندس طارق طلعت، كذلك قطاع الزراعة ومنتجات التصنيع الزراعي مثل لمار، وهو القطاع الذي يقع ضمن اختصاص المهندس هاني طلعت، ولدينا من ينتمون للجيل الثاني ويعملون معي في طلعت مصطفى، مثل أحمد هاني طلعت، وعمر هشام طلعت، ومحمد هشام طلعت».
عام كورونا هو الأصعب في 40 سنة
تجربة هشام طلعت مصطفى كرئيس تنفيذي لأهم شركة عقارية خلال أزمة كورونا، يسردها قائلاً: «أصعب فترة مرت علي في حياتي كانت مع بداية جائحة كورونا، لقد مضى عام كامل منذ مارس 2020 حتى مارس 2021، تعلمت خلاله ما لم أتعلمه طوال 40 عامًا ماضية، كانت تحديات فوق الخيال، إذ عليك أن تبحث بمفردك في هذا الوضع الغامض، عن طريقة تتعامل بها مع 80 ألف موظف وعامل لديك، وأن تحافظ على سلامتهم إلى جانب استقرار التدفقات النقدية للشركة (cash flow) والربحية والعوائد، وتحافظ على سهم الشركة في البورصة، فضلًا عن مسؤوليتك عن السكان في مشروعاتك٬ إضافة إلى المشروعات الفندقية والمولات التجارية والأندية، وشركات النقل والخدمات، كل ذلك يحدث بينما تعطلت القوى الشرائية في كل المجالات بشكل شبه كامل».
وعن مشروعه في العاصمة الإدارية، أوضح أنَّه على مساحة 5 آلاف فدان، وجار العمل عليه للانتهاء من تصميماته تمهيدًا لطرح أولى مراحله منتصف هذا العام، وأن وحداته ستكون لطبقة الـ B Class.
أزمة كورونا مستمرة 5 سنوات
وعن أزمة كورونا، يرى هشام طلعت مصطفى أنَّ: «الأزمة لن تنتهي قبل 4 أو 5 أعوام، لكن بوتيرة أقل حدة. وبمعنى أدق بعد إعطاء اللقاحات سيكون هناك إصابات، لكن ستتناقص وتيرة الإصابات عامًا تلو آخر، التحديات التي ستواجه مصر خلال 30 عامًا المقبلة، تكمن في الحاجة لأكثر من 30 مليون وحدة سكنية، بينما لا يستوعب بعض الناس أن مصر منذ زمن ليس فيها سوى 22 مليون وحدة سكنية فقط، وأن عليها خلال 30 عامًا توفير عدد وحدات أكبر مما تم بناؤه خلال 150 عامًا ماضية، أي منذ أن بدأ تاريخ بناء أول بيت فى مصر سنة 1820 أو 1830، وبالتالي ينبغي توفير طرق توازي مرة وثلث الطرق المتوافرة، والشيء نفسه لمحطات المياه والكهرباء وجميع المرافق والخدمات الرئيسة والحيوية، أما كلفة تلك المشروعات بأسعار اليوم فسوف تتجاوز تريليوني جنيه سنويًا».