«أوباما» يعترف للمرة الأولى: ليس لدينا استراتيجية لمواجهة «داعش» فى سوريا
اعترف الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمرة الأولى، بأن الولايات المتحدة ليس لديها استراتيجية بعد لمواجهة تنظيم «داعش» فى سوريا. وقال «أوباما»، خلال مؤتمر صحفى عقد مساء أمس الأول فى البيت الأبيض «لا أريد أن أضع العربة قبل الحصان.. ليس هناك استراتيجية بعد فيما يتعلق بقصف داعش فى سوريا»، مشيراً إلى أن الخيارات التى طلب من هيئة الأركان الأمريكية التركيز عليها هى ضمان عدم اجتياح «داعش» العراق بأكمله.
وفى الوقت ذاته، حملّت الولايات المتحدة جبهة النصرة السورية ومجموعات مسلحة أخرى، مسئولية احتجاز 43 جندياً دولياً ينتمون إلى قوات الأمم المتحدة فى هضبة الجولان المحتلة. وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية، فى بيان، بـ«الإفراج الفورى وغير المشروط» عن هؤلاء الجنود الذين ينتمون إلى قوات حفظ السلام. وأكدت الأمم المتحدة من جانبها أن مجموعات مسلحة بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، تحتجز الجنود الدوليين من قوات حفظ السلام، منذ فجر الخميس، فيما تحاصر 81 آخرين من القوات الدولية.
من جانبه، حذر وزير الداخلية اللبنانى نهاد المشنوق، من تداعيات سياسية وأمنية واجتماعية للمعارك التى تتوسع فى شمال سوريا، خاصة بعد سقوط معاقل النظام فى أيدى «داعش»، مؤكداً فى الوقت ذاته أنه لا يستبعد إغلاق الحدود اللبنانية السورية فى حال بلوغ الأمور حد تهديد الأمن الوطنى اللبنانى. وأضاف: «أى توسع لتنظيم داعش على الأرض السورية من شأنه أن يؤدى إلى موجة نزوح غير مسبوقة باتجاه لبنان، كما سيزيد المخاطر الأمنية عبر الحدود، الأمر الذى يتطلب استنفاراً وطنياً شاملاً»، فيما شكلت قيادة الجيش اللبنانى لجنة لدراسة الفيديو الذى نشر حول ذبح رقيب بالجيش اللبنانى عقب الهجوم على بلدة «عرسال» فى بداية الشهر الحالى.
وقال مفوض الأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس، فى بيان أمس، إن «الأزمة السورية أصبحت أكبر حالة طوارئ إنسانية فى العصر الحديث، حيث بلغ عدد النازحين 6.5 مليون سورى إلى حدود البلاد»، فيما قالت نائبة منسقة الأمم المتحدة لشئون الإغاثة كيونج وها كانج، إن «داعش مارس العنف ضد المدنيين فى سوريا»، مشيرة إلى أن هذا الأمر هو مستوى جديد يهدد عمليات المساعدات الإنسانية التى وافق عليها مجلس الأمن مؤخراً.
وفى العراق، تقدمت قوات الجيش العراقى المدعومة ببعض الميليشيات باتجاه بلدة «آمرلى»، التى يحاصرها «داعش» منذ ما يزيد على شهرين. وقال اللواء عبدالأمير الزيدى، إن «الجيش استعاد السيطرة على عدد من القرى أثناء تقدمه باتجاه آمرلى»، مؤكداً مقتل أكثر من 20 مسلحاً من «داعش» فى المعارك. وشنت الطائرات الأمريكية، أمس، 5 غارات على الأقل على معاقل «داعش» فى الموصل، فى الوقت الذى شنت فيه قوات البشمركة الكردية هجوماً غرب الموصل تمكنت خلاله من استعادة عدد من القرى التى سيطر عليها «داعش».
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، سيحث زعماء الاتحاد الأوروبى على تبنى إجراءات للسيطرة على المتطرفين الذين ينضمون إلى «داعش»، خلال قمة الاتحاد التى تنعقد اليوم فى بروكسل، حيث سيقدم مقترحاً بريطانياً يتضمن تبنى تعليمات من الاتحاد بالسماح للدول الأعضاء بتقاسم المعلومات حول سجلات ركاب الطائرات المسافرين من وإلى سوريا والعراق.
وفى السياق ذاته، نشر «داعش» مقطع فيديو على شبكة الإنترنت، يظهر عملية لقطع رأس مقاتل من قوات البشمركة الكردية بمدينة الموصل العراقية. وقالت إذاعة «بى. بى. سى» البريطانية، إن «الملثمين فى الفيديو حذروا القادة الأكراد من عمليات ذبح مماثلة فى حال واصلت حكومة إقليم كردستان دعم الولايات المتحدة فى شن غارات عسكرية على معاقل التنظيم فى شمال العراق».