«عم سيد» صياد من 46 عاما: الرحلة الواحدة تستغرق 20 يوما في البحر
سنصبح من أكبر المصدرين للأسماك حال تنمية البحر المتوسط
عم سيد
«شبكة، وصنارة، مركب» أدوات يمتلكها الصياد، الذي يتخذ من البحر صاحبا ورفيقا له، يشكو همومه وأحزانه له، في أثناء رحلة الصيد، وقديما قالوا «الصيد بيعلم الصبر»، وهو كذلك لما يتسم به الصياد من صبر وقوة تحمل خلال رحلة صيده، وما يواجهه سواء من البحر نفسه، أو صبره حتى يدخل السمك في شباكه، لينعم به ويكون مصدر رزق له ولأولاده، وتشتهر محافظة دمياط بمهنة الصيد وكثرة الصيادين.
«قطاع الصيد غرقان في مشكلات عديدة منذ سنوات، أنا صياد أبا عن جد قضيت عمري كله في المهنة وفي النهاية فوجئنا بقرارات غير مدروسة تتخذ ليست في صالحنا، وجمعية الصيادين قراراتها لا تخرج عن نطاق بابها وفي النهاية نحن المتضررون، بتلك الكلمات، بدأ سيد حسن خليل 51 عاما، حديثه لـ«الوطن»، قائلًا: «ولدت فوجدت نفسي صيادا بعدما توارثت المهنة أبا عن جد، وقطاع الصيد مشكلاته لا حصر لها، والقائمون على القطاع ليسوا مؤهلين لتولي تلك المهمة الصعبة».
خبيرة بترول: مصر ستحقق الاكتفاء الذاتي من السولار والبنزين في 2023
واستطرد سيد، قائلًا: «الرحلة الواحدة قد تحتاج إلى 60 برميل سولار وتكلفة البرميل 1350 جنيها، وبعد رحلة 20 يوما في النهاية لا تغطي تكلفتها، نظرا لارتفاع سعر السولار، فضلًا عن توجه بعض المراكب للعمل بشرق العريش، بالمخالفة لقرارات الدولة، ولحظر الصيد بتلك المنطقة بات المخزون السمكي فيها كبيرًا، ما يدفع البعض للذهاب هناك بحثا عن الرزق، ما يعرضهم لمشكلات أمنية».
صفوت من مصور مناسبات الرؤساء والمشاهير إلى المراكب: أنا الجندي المجهول
وطالب سيد بضرورة عمل الجهات المعنية على تنظيم قطاع الصيد، فلو كان هناك تنظيم للقطاع لتحولت كل المناطق لعريش آخر، ومنذ عام 1998 حًددت الرخص على عدد محدد من المراكب رغم أن عدد المراكب حاليا يضاعف عددها عام 1998، ثلاث مرات، فضلا عن إلزام الصيادين بقوانين ردع، دون النظر لكيفية العمل وزيادة الإنتاج وأسباب الخسائر المتكررة وعدم الرغبة في التصريح مجددا.
«كامل» صياد الصيف والشتاء: فتحت عيني على البحر ومعرفش مهنة تانية
وتابع «سيد»: «القائمون على قطاع الصيد لم يبحثوا عن حل لأزمة توقف المراكب وجلوس أصحابها على المقاهي دون عمل، متابعا الصياد ليس بحاجة لتفعيل عمل قبطانة على المراكب، فالصياد هو من يُعلم القبطان أصول المهنة التي ترعرع فيها منذ صغره، وليس من المعقول إلزام المركب بعمل قبطان عليها، وأنا في البحر صياد منذ 46 عاما، وأعلم أصول المهنة جيدا فالرحلة الواحدة تستغرق 20 يوما في المياه و3 على البر.
وطالب «سيد» الجهات المعنية بعقد لقاء مع 20 صيادا من أصحاب المهنة والاستماع لمطالبهم للعمل على حلها، مشيرا إلى ارتفاع تكلفة مستلزمات الصيد، وعدم دعم جمعيات الصيادين لهم، فحديثهم لا يخرج عن نطاق باب الجمعية، وأن قطاع الصيد يعاني مشكلات لا حصر لها، مشيرًا إلى انقراض أنواع من الأسماك خلال السنوات الماضية.
واختتم «سعد» حديثه، قائلا: «العديد من المراكب مديونة وحجزت عليها البنوك، وأخرى متوقفة شرقا وغربا، فحال تنمية قطاع البحر المتوسط، سنصبح أكبر مصدرين للأسماك في الشرق الأوسط، فقد حباه الله بخصائص فريدة من نوعها بطول 350 ميلًا وعرض 250 ميلًا.
اقرأ أيضا:-
رئيس غرفة المنشآت السياحية بالدلتا: إشغالات الفنادق صفر خلال إجازة العيد
1.8 مليار جنيه.. حصيلة ضرائب ورسوم بجمارك «دمياط» و«الدخيلة» أبريل الماضي