بالصور|"مارينا سيلفا".. فقيرة غابات الأمازون الطامحة في رئاسة البرازيل
بوجه شاحب، لون الفقر والمرض ملامحه، وابتسامة عريضة، وكف يشير بعلامة النصر، ظهرت "مارينا سيلفا" مرشحة الحزب الاشتراكي لرئاسة البرازيل، في جسد نحيف، يغلب عليه معاناة السنين في غابات الأمازون، التي نشأت بها وقضت سنوات الطفولة في جمع المطاط، لتساعد والدها في تأمين ضروريات العيش، بعد ان أصبحت أقرب المرشحين للفوز بالمنصب وأقوى المنافسات أمام الرئيسة الحالية "ديلما روسيف".
نجحت "سيلفا" أن تضع قدميها على طريق النجاح السياسي، في واحدة من بلاد أمريكا اللاتينية، التي تتميز بظهور شخصيات سياسية جديدة على الدوام، وللمرأة في هذا الصدد حضور متميز فكثيرات هن النساء المناضلات والفاعلات السياسيات، وفي وسط مجموعة من التحركات السياسية التي تشهدها البرازيل في الآونة الأخيرة، استعدادًا للانتخابات الرئاسية في أكتوبر المقبل، برزت الخبيرة البيئية لتحمل أمال الفقراء على عاتقها، ونزول الصراع الانتخابي.
"مصائب قوم عند قوم فوائد".. أبرز مثال على ما حدث مع مارينا سيلفا، التي كان غاية طموحها أن تكون نائبًا لرئيس البرازيل، بعد نجاح الزعيم الاشتراكي "إدواردو كامبوس"، في الانتخابات المقبلة، ولكن عقب وفاته، باتت هي المرشح الأول للحزب الاشتراكي.
"مارينا سيلفا" ليست غريبة عن العمل السياسي فهي سيناتور سابق، ووزيرة بيئة سابقة في عهد لولا دا سيلفا، وعرفها الجمهور السياسي البرازيلي من خلال تلك المناصب، بعد أن لفتت إليها الأنظار بحلولها في المركز الثالث وحصولها على 20% من الأصوات في انتخابات 2010 التي فازت بها "ديلما روسيف".
كفاح "سيلفا" ونجاحها السياسي هو تتويج لمعاناة عاشتها منذ نعومة أظافرها، التي نشبت في وسط اجتماعي يحاصره الفقر والأمراض والأوبئة في منطقة الأمازون، فهي من مواليد شهر فبراير 1958، لعائلة فقيرة ذات أصول برتغالية، برفقة 11 أخًا وأختًا، ولكنها تغلبت على كل ظروفها الصعبة حتى تخرجت من جامعة برازيليا بشهادة في التاريخ، مكنتها من التحول من خادمة إلى معلمة.
وتنتظر مارينا سيلفا، 5 أكتوبر المقبل لتحقيق تحدٍ جديد، من نوع خاص، إذ أنها ستكون تلك المرة في منصب رئيس البرازيل.