الخميس المقبل.. التعامد الأول للشمس على الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة
يستعد الراصدون لتعامد الشمس على الكعبة المشرفة، يوم الخميس المقبل، وقت أذان الظهر في المسجد الحرام عند الساعة التاسعة و18 دقيقة بتوقيت جرينتش، وهو التعامد الأول هذا العام.
وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، في بيان اليوم، إن الشمس في لحظة التعامد ستكون بأقصى ارتفاع لها (89.55.37 درجة) حوالي 90 درجة، عندها سيختفي ظل الكعبة وظلال كل الأجسام في مكة، وفي نفس اللحظة ستكون الشمس مائلة في سماء المناطق البعيدة، وكلما كانت المسافة أبعد عن مكة كان ميل الشمس أكبر في قبة السماء، لذلك استخدم القدماء التعامد لتحديد اتجاه القبلة بطريقة بسيطة لا تقل في دقتها عن تقنيات الرصد الحديثة.
وأوضح «أبو زاهرة» أن ظاهرة تعامد الشمس تستخدم أيضا في حساب محيط الأرض، بواسطة بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة، وهي طريقة قديمة تعود إلى أكثر من 2000 سنة أثبتت كروية الأرض.
وأضاف رئيس الجمعية الفلكية، أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث لأن موقع الكعبة المشرفة ما بين خط الاستواء ومدار السرطان؛ ففي أثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر السماء تصبح على استقامة مع الكعبة في أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو؛ إذ يحصل التعامد الأول، وعند عودة الشمس جنوبا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان في شهر يوليو عندها يحدث التعامد الثاني.
وأشار المهندس ماجد أبو زاهرة، إلى أنه نتيجة لذلك فالمناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالا وجنوبا كلها تشهد ظاهرة التعامد مرتين في السنة، ولكن بأوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، وتتميز به أماكن قليلة محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.
وأكد أنه يمكن للقاطنين في الدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا، استخدام ظاهرة تعامد الشمس لتحديد اتجاه القبلة عن طريق وضع قطعة من «الخشب» مثلا منتصبة بشكل عمودي على سطح الأرض وقت التعامد، وسيشير الاتجاه المعاكس للظل نحو الكعبة المشرفة مباشرة.
ولفت رئيس الجمعية الفلكية، إلى أن التعامد سيتكرر في اليوم التالي، الجمعة، بفارق بسيط في الزاوية عن اليوم السابق «الخميس»؛ إذ ستكون الشمس على ارتفاع (89.54.41 درجة)، وقت أذان الظهر في المسجد الحرام.