حالة جدل كبيرة تشهدها منصات التواصل الاجتماعي، بعد تعبير عدد كبير من طلاب كلية العلوم بجامعة الإسكندرية عن غضبهم من أحد أعضاء هيئة التدريس، الصادر من إدارة الجامعة قرار بترقيته، ليتحول منشور التهنئة عبر الصفحة الرسمية لكلية العلوم علي موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك» إلي ساحة لتعبير الطلاب عن غضبهم من خلال الضغط علي زر «اغضبني».
ما يقترب من 125 ألف طالب تفاعلوا بشكل سلبي مع منشور الترقية، وتحولت التهنئة إلي اتهامات متبادلة، ليوضح بعدها الدكتور محمود مرسي، خلال منشور علي صفحته الشخصية علي موقع «فيس بوك»: «أن من قاموا بذلك هم طلاب فقط أرادوا التعامل معهم بعيدا عن القوانين واللوائح، وهو ما يرفضه الأستاذ الجامعي».
التحليل النفسي لكره الطلاب للدكتور محمود مرسي
يوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الحكم علي هذا الطبيب بأنه «سئ السلوك» ويتعامل بعنف مع الطلاب، لا يمكن الاستدلال عليه من خلال بوست علي السوشيال ميديا، ولكن هناك عدة أمور أخري تحكم العلاقة بين الطرفين: «أهم محور لازم نركز عليه، هو هل الدكتور ده بيطبق القوانين بشكل صارم، بمعني شكوي الطلاب معظمهم كانت بتتلخص في معاملة الدكتور لهم بشدة وحزم».
ويصف استشاري الطب النفسي الواقعة بأنها حاله تعبير غير مباشرة عن مشاعر الطلاب، وهنا الخطأ مشترك بين الطرفين، وهو أن الطلاب ربما يريدون أن يتجاوز الدكتور عن اللوائح ولا يطبقها بصرامه، وربما الدكتور نفسه ينفذ اللوائح بشكل يحمل نوعا من التعالي: «أي طرفين بينهم معاملة، هيكون فيه جانب إيجابي وآخر سلبي، يعني أكيد فيه حد هيكون راضي وحد مش راضي، لو الدكتور ده سئ هيكون مع الكل، سواء أهله او أصدقائه، وهنا لازم يكون فيه ظهور للأهل والأصدقاء لبيان ما اذا كان بيعامل الكل بقسوة ولا ده مع الطلاب بس».
هجوم الطلاب علي الدكتور خلق حالة من الجدل علي منصات التواصل الإجتماعي، الأمر الذي دفع الدكتور أحمد عيد، الطبيب النفسي، إلي التأكيد أن العلاقات بشكل عام تكون في نهايتها إنسانية، ولكن في حالة الدكتور ربما هو من لايرغب فى أن تتحول علاقته بطلابه إلي إنسانية، وهنا لا يمكن الجزم بأنه مذنب: «هو ممكن مينكش حب يكون فيه علاقه إنسانية بينه وبين الطلاب وده حقه أكيد، لكن الطلاب تصوروا أنه لازم يكون فيه تواصل إنساني وتجاوز عن بعض الأخطاء غير المتعمدة».
ويطالب «عيد» بضرورة أن يتحدث الدكتور مع المقربين منه كي يتجاوز أزمة الشعور بأنه مكروه من الجميع: «حالة الكرة دي ممكن يكون سببها الضغط وعدم المشاركة، ومن هنا زادت مساحة الاختلاف بينهم».
تعليقات الفيسبوك