صدق أو لا تصدق.. في الكونجرس الأمريكي "المثليون" جنسيا مكانتهم أفضل من "الملحدين"
رغم أن نسبة من لا دين لهم من الشعب الأمريكي تبلغ 20%، ونسبة الملحدين الذين لا يؤمنون بالوجود السماوي تتراوح بين 5 إلى 10% وفقًا لإحصائيات مركز "Pew" للأبحاث، إلا أنه يبدو من الأسهل أن يكون عضو الكونجرس مثليًا على أن يكون ملحدًا.
إذ أعلن عضو كونجرس ولأول مرة في التاريخ إلحاده بشكل علني، إذ يخوض جيمس وودز معركة صعبة - كونه ديمقراطيًا - ليترأس المجلس الخامس لأريزونا التابع للكونجرس، والذي يطغى عليه الحزب الجمهوري، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
ويبدو كأن إعلان المرء بأنه مثلي أسهل من إعلان أنه ملحد، إذ قام بارني فرانك بالإعلان عن مثليته الجنسية عام 1987 خلال توليه لعضوية الكونجرس، ولم يقم بالإعلان عن إلحاده إلا بعد تركه منصبه عام 2003.
وحتى الآن لم يقم إلا عضو واحد من الكونجرس بالكشف عن إلحاده خلال توليه المنصب، إذ انتخب بيتر ستارك لعضوية الكونجرس عام 1972 لتمثيل ولاية كاليفورنيا، وأعلن إلحاده عام 2007، لكنه خسر في انتخابات عام 2012 بعد خدمة البيت الأبيض لأكثر من 40 عامًا.
ورغم وجود عدد من الأعضاء الذين لم يفصحوا عن توجهاتهم الدينية، إلا أنهم أشاروا لتدينهم بعبارة "غير محدد"، ولم يقم أحدهم بتحديد فيما لو كان ملحدًا من عدمه، وأثبتت إحصائيات بأن نتائج التصويت لمرشحين للرئاسة الأمريكية، بافتراض أنهم "مؤهلون"، انخفضت بمقدار 54% عن أي فئة أخرى، أي أقل من التصويت للمسلمين أو المثليين أو المورمونيين أو اليهود أو الكاثوليكيين أو حتى النساء والأمريكيين من أصل إسباني أو إفريقي.
ولكن المشكلة لا تتوقف على التصويت في الانتخابات، إذ يعد تولي الملحدين لمناصب رسمية ممنوعًا في سبع ولايات أمريكية (أركانساس، ميريلاند، مسيسيبي، كارولاينا الشمالية، تنيسي، تكساس)، وهذا يعد مخالفة للقانون السادس من الدستور الأمريكي الذي ينص على أنه لا يجب على أي اعتقادات دينية أن تشكل متطلبًا لتولي منصب عام في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار أستاذ كلية الطب والصيدلة في جامعة إمروي كارلوي مورينو، إلى أن "عدم تمثيل ما نسبته 5 إلى 20% من الأمريكيين، يمكن أن يصدر قوانين لا تعكس رغبة الجميع وتوجهاتهم، خاصة مع وجود هذه النسبة المعقولة ليحصلوا على تمثيل لهم، إذ يملك الأمريكيون من أصل إفريقي نسبة تمثيل لهم في مجلس النواب الأمريكي تصل إلى 10%".
وتعد نسبة الأمريكيين من أصل إفريقي 13% من الشعب الأمريكي، ويمكن أن نتخيل فقط ما الذي كان سيصبح عليه الحال لو كان تمثيلهم معدومًا في قوانين أمريكا في الوقت الحاضر".