"بايكونور".. أكبر قاعدة في العالم لإطلاق صواريخ تحمل أقمار صناعية
تعد قاعدة "بايكونور" أول قاعدة أطلق منها أول صاروخ بالستي عابر للقارات وأول قمر صناعي وأول رائد فضاء، وكانت الفكرة في الأساس أن تنشأ في هذا المكان قاعدة لتجريب صاروخ R7 المخصص لحمل قنبلة هيدروجينية.
وكان الاتحاد السوفيتي يجري التجارب على هذا الصاروخ في موقع قريب من مدينة فولجوغراد، ولكن هذا الموقع لم يعد يتسع لهذه التجارب، وكان المطلوب إيجاد موقع في منطقة مقفرة بعيد عن الأراضي الزراعية وقريب من أحد الخطوط الحديدية، وتم إيجاد الموقع المناسب في كازاخستان شرقي بحر آرال، وهو موقع قريب من نهر سيرداريا، أحد أكبر أنهار آسيا الوسطى، وقريب من الخط الحديدي الذي يربط موسكو بطشقند عاصمة أوزبكستان.
ووصل أول فريق من المهندسين العسكريين بقيادة الملازم إيجور دينيجكين إلى محطة القطار تورا تام في 12 يناير 1955، وتعين على المهندسين والجنود المرافقين لهم أن ينجزوا مهمة شاقة.
كما شق القناة المطلوبة لاستيعاب اللهب عند انطلاق الصاروخ تطلب استخراج مليون متر مكعب من التربة، ومع ذلك أنجزوا المهمة على جناح السرعة، ووضع أول صاروخ على منصة الإطلاق في 6 مايو 1957.
وبعد انطلاق أول قمر صناعي من هذه القاعدة أطلق عليها اسم "المطار الفضائي".
أما "بايكونور" فإنه اسم مدينة بايكونور التي تبعد حوالي 350 كيلومترا شمال محطة القطار تورا تام التي أنشئت حولها القاعدة الحقيقية لإطلاق الصواريخ.
وأطلق على القاعدة هذا الاسم بهدف تضليل استخبارات "العدو المحتمل"، والآن تعتبر قاعدة بايكونور أكبر قاعدة لإطلاق الصواريخ التي تحمل الأقمار الصناعية إلى الفضاء في العالم، وتستأجرها روسيا حتى عام 2050 بمقتضى الاتفاقية التي وقعتها روسيا وكازاخستان في 9 يناير 2004، وتشهد قاعدة بايكونور تطورا.