مأساة فى الشرقية: وفاة 9 فى «حادث تدافع» أمام معهد ضباط الصف
12:43 م | الأربعاء 03 سبتمبر 2014
شهدت محافظة الشرقية، أمس، حادثاً مأساوياً بمعهد ضباط صف المعلمين التابع للقوات المسلحة، إثر تدافع ما يقرب من 35 ألفاً من أسر وأقارب طلاب المعهد، بحسب مصدر أمنى بمديرية أمن الشرقية، أثناء زيارتهم للطلاب، بعد فتح البوابة الرئيسية لدخولهم، ما أدى إلى سقوط 9 قتلى وإصابة 6 آخرين، وقالت مصادر عسكرية إن إدارة المعهد تراعى توزيع الزيارة على مواعيد مختلفة تجنباً لحدوث التكدس، لافتاً إلى أن الأهالى لم يتبعوا الإجراءات الصحيحة فى الدخول.
ونعى المتحدث العسكرى، العميد محمد سمير، فى بيان له، ضحايا معهد صف المعلمين الذى وقع أمس، أثناء زيارة أهالى وأقارب الطلبة المستجدين بالمعهد، وأرجع الحادث إلى الزحام الشديد وتدافع الأهالى الذين وُجدوا بأعداد كبيرة أمام البوابات الخارجية للمعهد خلافاً لما هو مقرر لتنظيم حضورهم، وأضاف أن الحادث نتج عنه وفاة 9 مواطنين وإصابة 6 آخرين تم نقلهم إلى المستشفيات وجارٍ متابعة حالاتهم.
وقالت مصادر عسكرية: إن الأعداد خلال هذه الزيارة كانت كبيرة أمام البوابات الخارجية للمعهد، وتمت مناشدة الأهالى ضرورة الدخول فى هدوء، ولكن بمجرد فتح البوابات تدافعت الأعداد بشكل كبير ما تسبب فى حالات الوفاة والإصابة، وأضافت المصادر أن قيادات الجيش، وعلى رأسها وزير الدفاع، تابعوا الحادث وأمروا بتوفير كل سبل الرعاية للمصابين وسرعة إنهاء إجراءات دفن الضحايا. فيما تجمّع العشرات من أسر ضحايا حادث معهد ضباط الصف بأبوحماد أمام المستشفى المركزى، انتظاراً لإنهاء تصريحات الدفن، وسط دموع الأهالى على فقد ذويهم، وشهد المستشفى حالة من الاستنفار بين جموع العاملين.
«الوطن» التقت أسر الضحايا وشهود العيان، وقالت فاطمة محمد عبدالنبى «65 عاماً»، مصابة بكسر فى الساق اليمنى: «حضرت من محافظة البحيرة لزيارة نجلى الطالب بالمعهد، وفوجئت بالزحام الشديد، وعندما سمح لنا بالدخول تدافع الآلاف من أسر الطلاب وسقطت تحت الأقدام ولم أشعر بأى شىء، وقاتَل أبنائى لانتشالى من تحت الأقدام». وأشار ناجح خيرالله، والد «آمنة»، 15 عاماً، مقيمة بالبحيرة، من ضحايا الحادث، إلى أنه لم يخبر نجله الطالب بمعهد ضباط الصف بوفاة شقيقته، بعد أن ترك له مبلغاً مالياً وذهب للمستشفى لإنهاء إجراءات تشييع الجنازة، وأضاف قائلاً: «احتسبت آمنة شهيدة عند الله».
وزحام أمام مستشفى أبوحماد المركزى
وأضافت إيمان محمد نشأت «25 عاماً»، مصابة باشتباه بكسر فى الساق اليمنى، أنها كانت فى مقدمة الصف وسقطت على الأرض إثر تدافع أسر الطلاب، وأُصيبت بحالة إغماء، وساعدها بعض الشباب. فيما قال أحد الشهود، إن الحادث سببه تدافع أسر طلاب المعهد الذين تراوح عددهم ما بين 20 و30 ألف شخص، فى محاولة منهم لسرعة الدخول ورؤية ذويهم هرباً من حرارة الشمس الحارقة، لعدم وجود مظلات أمام الأبواب الخارجية للمعهد، مضيفاً أن رغبة الكثير من أسر الطلاب فى الدخول عنوة وبطريقة مخالفة للنظام المقرر من قِبل المسئولين عن تنظيم الدخول والخروج، فضلاً عن وجود بروز أسفل البوابات أدى إلى سقوط مقدمة الصفوف من كبار السن، ما تسبب فى وقوع الحادث، وأشار عدد من أسر المصابين إلى أنهم حضروا فى السابعة صباحاً فى انتظار الدخول، وبسبب بطء عملية الدخول تدافع الجميع نحو البوابة الوحيدة، المسموح لهم بالدخول من خلالها.
وأكد الدكتور فكرى طنطاوى، مدير مرفق إسعاف الشرقية، أن إجمالى الوفيات ارتفع إلى 9 أشخاص تم نقل اثنين منهم لمستشفى التل الكبير بالإسماعيلية، ونقل 7 إلى مستشفيات الشرقية، فيما أُصيب 6 أشخاص، حالتهم مستقرة.
من جانبه، انتقل الدكتور سعيد عبدالعزيز، محافظ الشرقية، إلى مستشفى أبوحماد المركزى للاطمئنان على سرعة إنهاء إجراءات دفن الضحايا وهم: آمال حسن محمد «50 عاماً - محافظة الغربية»، وحضرة الحسينى «50 عاماً - الغربية»، وسميحة الشحات عاشور «56 عاماً - البحيرة»، وأمينة ناجح خيرالله «15 عاماً - البحيرة» ومحمد محمد الكيلانى «70 عاماً - المنوفية»، وفتحية محمد على «60 عاماً - الإسكندرية»، وفاطمة محمد إبراهيم «49 عاماً - المنوفية»، بالإضافة إلى جثتين مجهولتى الهوية. فيما يتلقى العلاج بمستشفى القرين العام: إيمان محمد مشعل «55 عاماً - طنطا»، مصابة بكدمات وحالتها مستقرة، وإيمان محمد فرج «30 عاماً - البحيرة»، وهويدا عبدالحميد العربى «47 عاماً - إسكندرية»، و«فاطمة محمد «62 عاماً - البحيرة»، وجميعهم مصابون بكدمات وحالتهم مستقرة.