في ذكرى وفاته.. بديع خيري يروي قصة نجاحه مع رفيق دربه نجيب الريحاني
صمم على عرض مسرحية بعد فشلها الساحق وقال أنا فى تار بينى وبين الجمهور
بديع خيرى ونجيب الريحانى
تحل اليوم ذكرى وفاة الضاحك الباكي الفنان القدير نجيب الريحاني، أحد أهم رواد الفن المصري، حيث يمتلك رصيدا زاخرا في قلوب المصريين، بخفة دم وكوميديا أصيلة مرتبطة بالواقع لم يستطع غيره أن يقدمها، حيث شكل ثنائيا فنيا مبهرا مع الكاتب المسرحي العظيم بديع خيري.
وبهذه المناسبة نعرض أبرز تصريحات رفيق النجاح، بديع خيري، عن مشواره مع زعيم المسرح الفكاهي نجيب الريحاني، كالتالي:
- كنا بنعرض أول مسرحية من تأليفي اسمها «أما حتة ورطة» وكان الأستاذ نجيب الريحاني ساكن فوق مسرح «الإيجبسيانه» اللي بنعرض عليه المسرحية.
- نزل اتفرج على العرض لحد آخر المسرحية، وبعد العرض لقى واحد صديقه كان شغال معاه اسمه جورج وقال له إنت مع الجماعة دول؟ قال له: أيوه أنا إداري معاهم.
- سأله مين اللي عامل الرواية دي، رد عليه مدرس غلبان على قد حاله اسمه بديع خيري، وطلب منه يجمعني بيه، وجاني وقالي: إنت مطلوب تقابل نجيب الريحاني.
- كنت شاب مثالي لا أشرب الخمر ولا أدخن، لكن من خوفي قبل ما أروح المقابلة شربت خمرة علشان اتشجع وروحت أقابله.
- قابلني أحسن مقابلة، وقال: أنا كنت موجود في العرض بتاعكم، ودُهشت من إني لقيت فيك أكثر من هاوي، ولا معنى لأنك ما تقدمش على الاحتراف.
- سألني: أنت شغال إيه؟ رديت: مدرس. قال: بلاش كلام فارغ، هتقعد تقرض في عيال، أنت هتيجي عندي وهسندك سندة كويسة ومرتب كويس جدا.
- قولت له: سيبني في عملي وأقدم رواية واتنين بدون اسمي، فإذا وجدت إنى ممكن أثبت نفسي في هذا المجال هاسيب التدريس من غير رجعة.
- بالفعل طلعت أول مسرحية استعراضية اسمها «على كيفك» والثانية أسمها «كله من ده» بطولة فاطمة سري ونجحوا جدا.
- بعدها طلبني وقال لي مفيش معنى لذلك غير إنك لازم تحضر البروفات وتتشرب روح المسرح.
- مضيت أول عقد مع نجيب الريحانى يوم 18 أغسطس والمفارقة أن ده يوم ميلادي وأنا بمضي ابتسمت بدهشة وسألني الأستاذ: إنت مستغرب في خطأ في العقد أو حاجة؟ رديت: لا أنا مستغرب من سخرية القدر لأن ده يوم ميلادي ومصدقش غير لما وريته شهادة ميلادي، وقعد يضحك.
- قدمت مع فرقة نجيب الريحاني كل ألوان المسرحيات ومسرح الريحاني هو الوحيد اللي قدم كل ألوان المسرح حتى الدراما قدمنا مسرحية «ريا وسكينة» لدرجة إن كان في نساء بيغمى عليها من شدة الدراما.
- قدمنا المسرح الاستعراضي، وبعدها «أوبريت» وبعدها «أوبرا كوميك» وكل فنون المسرح.
- كان في منافسة شديدة بين نجيب الريحاني وعلي الكسار في مسرحين ملاصقين لبعض نجيب يمثل شخصية عمدة لابس جبة وقفطان وذقنه بيضاء وماسك منشة بيضاء ومسمي نفسه عمدة كفر البلاص والكسار كان يعمل بربري ومسمى نفسه بربري مصر الوحيد.
- المنافسة وصلت لحد أسماء المسرحيات يعني على الكسار كان يسمى الرواية «راحت عليك» يسمي نجيب الرواية «ولو» فكان دايما في تراشق بالألفاظ في عناوين المسرحيات على مدخل المسرحين، كمان كان فيه خطف ممثلين من بعض اللي بياخد عند ده 30 يجيبه عنده ويدى له 50.
- مسرحية «الجنيه المصري» منجحتش وكانت أول محاولة للكوميديا أنا ونجيب الريحاني، عملنا المسرحية وانتظرنا نجاح كبير لها، وإذا بنا نصدم صدمة عنيفة والإيراد ابتدى يقل لحد ما وصل لـ6 جنيه وكان إيجار المسرح 22 جنيه.
- قولنا لازم نعمل حاجة نلحق بيها الوضع ده وعملنا رواية أسمها «المحفظة يامدام» وبالفعل أقبل عليها الجمهور إقبال كبير جدا، على رغم أنها لم تكن بقيمة مسرحية «الجنيه المصري».
- إلا أنها نجحت واللى كانوا بيهزقونا في مسرحية «الجنيه المصرى» بقوا يهنونا على «المحفظة يامدام» ويقوله ياسلام مفيش أحسن من كده وبقى نجيب يبكي لأن كان هناك فارق بين المسرحيتين في فنهم لصالح المسرحية الأولى، لكن ده كان رأي الجمهور.
- بعد عشر سنوات نجيب قال: أنا لازم أطلع رواية «الجنيه المصري» تاني. قولت ليه عاوز ترجعنا للغلب تاني؟ قال لا يمكن أنا في تار بيني وبين الجمهور على العمل ده.
- وفي عشر سنين فاتوا وبقى وعي الجمهور أفضل ولازم أطلعه تاني. قولت له أنا ليا شرط، ماتطلع المسرحية بالاسم ده لأني بتشائم من الاسم ده وبالفعل سميناها «الدنيا ماشية كده» وبقت المسرح كومبليت كل عرض ونجحت نجاح ساحق بعد الفشل الساحق.
- اقتبسنا مرة من مسرحية فرنسية أسمها «بيشوب» لقينا خطها كويس واقتبسنا منها وعملناها على طريقتنا وجت فرقة كوميدية من فرنسا تمثل في الأوبرا وطلبوا بعد ما خلصوا من الأستاذ سليمان نجيب أنهم يشاهدوا العروض المصرية وجابهم عندنا فى مسرح الريحانى.
- الناس جت واحنا اتاخدنا لأننا مقتبسين من فنهم وأستاذ نجيب قال خليك معاهم إذا أُشكل عليهم شيء تبقى تفهمهم أول بأول، علشان يندمجوا في المسرحية وفعلا قعدت معاهم وعرضت المساعدة قالولي لو احتاجنا لسؤال هنسألك.
- بعد ما خلص العرض اندهشوا خالص وقالوا عاوزين نقابل نجيب الريحانى علشان نهنيه على الحاجة العظيمة دي.
- طلعتهم لأستاذ نجيب وقالوا له إحنا قضينا وقت سعيد جدا، وعاوزين نعمل اشتراك بين المسرح المصري والفرنساوي، وتترجموا الرواية دي بالفرنساوي ونعرضها في باريس كلون من ألوان المسرح المصري.
- فضحكنا جدا أنا ونجيب واستغربوا وسألوا بتضحكوا ليه؟ قولنالهم متسمعوش عن رواية فرنسية اسمها «بيشوب» قالوا طبعا. قولنالهم الرواية دي مقتبسة من «بيشوب».
- عملنا مسرحية إلا خمسة وفوجئنا بإنذار على يد محضر بإعلان جلسة لأننا أهاننا كرامة المحاماة وانبسطنا من ده لأنها كانت أول سابقة للمسرح المصرى يعزز فيها رأيه، وإنه هل له حق تناول مشكلات المجتمع المصري وطبقاته وينقض ولا لا وتدخل مجموعة من المحامين ونهوا المسألة بالصلح.
- في مسرحية «لو كنت حليوة» كانت عن نظام الوقف اللي كان متغلل وكان هدفنا طول المعالجة للمسرحية إننا نرصد إن نظام الوقف ده نظام عتيق ولازم يتغير وكان اللى بيتفرج يرى إن الفكرة اللي بنرمي لها خيالية، وإحنا نفسنا كاتبين عليها إنها إلهام خيالي ومش هيتحقق، فإذا بثورة يوليو المجيدة العظيمة تيجي وتحقق هذه الفكرة بعد ما قدمناها قبل 20 سنة.