الجمعية المصرية لشباب الأعمال تناقش فرص الاستثمار بعد جائحة كورونا
الجمعية المصرية لشباب الاعمال
نظمت الجمعية المصرية لشباب الأعمال، ندوة عبر تطبيق zoom، للحديث عن مستقبل الاقتصاد المصري ما بعد جائحة كورونا، واستضافت كمتحدث رئيسي بالندوة الدكتور محمود محيي الدين، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، فيما شارك من الجمعية جمال أبو علي، رئيس مجلس الإدارة، وبسام الشنواني، الأمين العام، وفادي إسماعيل، عضو لجنة الاستشارات كمديرين للندوة.
ويأتي اللقاء في إطار حرص مجلس إدارة الجمعية المصرية لشباب الأعمال، على تعزيز التواصل مع كافة الجهات الحكومية والدولية، فيما وجه جمال أبو علي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، الشكر للمدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، على المشاركة وطرح رؤيته حول «مستقبل الاقتصاد ما بعد جائحة كورونا».
ووجه رئيس الجمعية سؤالا خاصا باتفاقية التجارة الحرة «CFTA» الجديدة، وفرص التواجد بالقارة الإفريقية، ودعم التوجهات الرئاسية في تعزيز التجارة والاستثمار ما بين مصر ودول القارة الإفريقية، وفق المخطط له باتفاقية التجارة الجديدة، ورؤيته لمستقبل الاقتصاد بمصر والعالم، وفق الواقع الحالي لجائحة كورونا.
في البداية، قال محمود محيي الدين، إن الجمعية المصرية لشباب الأعمال لعبت دوراً هاماً في تكوين مجموعات مختلفة من رجال الأعمال والمختصين بالقطاعات الصناعية المختلفة، وساهمت في توفير العديد من الخطط والمشاركات الهامة والفعالة في قطاعات صناعية مختلفة على مدار العشرين سنة الأخيرة، من خلال شراكة واضحة مع الحكومات السابقة.
وأضاف «محيي الدين»، أن قبل أزمة كورونا، كان هناك تخوف من استمرار انخفاض معدلات النمو، بسبب عوامل مختلفة مثل الديون العالمية وتخوفات من تغيرات المناخ وتحول شكل العولمة والاقتصاد العالمي، حيث عجلت أزمة كورونا من ذلك بصورة أسرع من المتوقع، وكانت كاشفة لكل نوعيات الاقتصاد المختلفة، من الشركات الصغيرة إلى الاقتصاد الكلي لدول العالم، مشيراً إلى أن مستقبل الاقتصاديات بالعالم قائم على تلقي التطعيم، فوفق خبراء من النقد الدولي والصحة العالمية، هناك ضرورة بأن يتم تطعيم 40% من سكان كل دولة، بنهاية العام الجاري، على أن يحصل الـ60% المتبقين على التطعيم خلال العام المقبل.
وردا على سؤال للأمين العام للجمعية بسام الشنواني، بشأن توقعاته لمعدلات النمو بمصر والعالم، قال «محيي الدين» إن هناك توقعات بأن تصل معدلات النمو بأمريكا 6% بنهاية العام، على أن ترتفع خلال عامين، فيما سيصل معدل النمو في الصين لـ8%، وسط توقعات بأن تصل معدلات النمو في أوروبا من 3 إلى 4%، وتوقعات بأن تصل في الأسواق الناشئة إلى 4.3%.
وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط خسرت 5% من معدلات نموها بسبب الجائحة، وسط توقعات بأن تصل لـ1%، على أن تزيد لـ3% خلال عامين، وهي معدلات موجبة ولكنها ليست بالمعدلات العالية، مشيراً إلى أن مصر من الدول القليلة التي حققت معدلات نمو مدفوعة بالإصلاحات الاقتصادية ونمو إيجابي نهاية عام 2019، وسط توقعات استمرار معدلات النمو ما بين 2.7% حتى تصل لـ5%، مشدداً على ضرورة أن تتسم السياسات الاقتصادية مستقبلاً بالمرونة، مع ضرورة تشجيع العمالة نحو القطاعات التي ستنمو، وتوسيع الضمان الاجتماعي.
وحث الدكتور محمود محيي الدين على ضرورة أن تعيد الشركات صياغة سياستها بسبب وجود معدلات عالية من اللا يقين تتعلق بإمكانية الإغلاق الاقتصادي مرة أخرى في أي وقت، وفي ظل توقعات بارتفاع التكلفة والتضخم وزيادة البطالة.
وأشار المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، لأهمية الاستثمار في الاستدامة والتحول الرقمي، والاستفادة من مبادرات الحكومة المختلفة والهامة، والتي من المتوقع أن تجذب الاستثمارات مثل مبادرة «حياة كريمة»، والتي تستهدف توطين التنمية، بالإضافة إلى ضرورة أن يدعم ويشارك القطاع الخاص الدولة في التوجه نحو التصدير، مع التركيز على التحول الرقمي، ودعم الاستثمار في البنية التحتية للقطاع في كل الجامعات والمدارس، والاستثمار في التنمية المستدامة لما له من أثر كبير على الاقتصاد.
وأكد «محيي الدين» على أهمية الاستثمار في توسيع هياكل الإنتاج القائمة، مشددا على ضرورة التعاون الاقتصادي مع دول عربية وإفريقية، والتركيز على دعم سلاسل الإمداد، والتركيز على دعم ما سبق بالتحول الرقمي، مضيفا أن مصر تستطيع أن تكون مركزا مهم في سلاسل الإمداد وجذب استثمارات ضخمة، وربطها بمراكز تجمع السكان، مطالبا بضرورة التواصل مع الخبرات الناجحة في مختلف دول العالم.
وبالحديث عن كيفية استفادة الشركات الصغيرة والمتوسطة من الظروف الحالية، قال «محيي الدين»: «لا بد أن تدعم الشركات التحول الرقمي والاستدامة، والنظر إلى السياسات المالية الائتمانية، ونوعية القطاعات التي تعمل بها أو ترغب في العمل بها وتوفير التمويل المطلوب».
وعن إفريقيا وأهم المكاسب المتوقع الحصول عليها والاستفادة منها بالسوق الأفريقي، ودور الجمعية المصرية لشباب الأعمال، أكد محمود محيي الدين أن السوق الأفريقي يمتلك مزايا عالية مع ضرورة الدراية الكاملة بالثقافة والقدرات التسويقية بالأسواق الأفريقية، وتوافر شركاء على دراية بطبيعة السوق، موضحا تنوع القطاعات بأفريقيا، فهناك فرص في قطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية والسياحة والبنية التحتية والتعدين باختلاف شرائحه، وضرورة التواصل مع الجمعيات المماثلة بأفريقيا ودعم اللقاءات الثنائية.