«منى ومحمد».. توأمان في مواجهة الاحتلال لأخر العمر: «مش هنستسلم»
التوأم منى ومحمد الكرد
ورثا النضال أباً عن جد، فهما ينتميان إلى عائلة عُرفت بالنضال منذ النكبة، بعدها انتقلت عائلتهما إلى حي الشيخ جراح الشهير بالعاصمة الفلسطينية القدس، والذي شهد مؤخراً اعمال عنف واعتقال وتهجير من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تتدخل مصر وتعلن وقف إطلاق النيران، هما التوأم محمد ومنى الكرد، اللذان اشتهرا بنضالهما ووقفوهما في وجه الاحتلال خلال أحداث حي الشيخ جراح، لتعتقلهما السلطات الإسرائيلية بعدما رفضا التهجير متمسكين بحقوقهما في ملكية منزلهما البسيط.
منى ومحمد استخدما مواقع التواصل لتوثيق جرائم الاحتلال
منى ومحمد الكرد، شقيقان توأم اصبحا أيقونة للنضال الفلسطيني، بعدما استخدما كافة مواقع التواصل الاجتماعي، لتوثيق جرائم الاحتلال في القدس بالصوت والصورة، وهما من مؤسسي الحملة العالمية« أنقذوا حي الشيخ جراح»، واعتقلتهما قوات الاحتلال لبضع ساعات وتضامن معهما المئات من الفلسطينين حتى خرجا عقب ساعات طويلة من التحقيق معهما وامرت المحكمة بإبعادهما شهرا عن حي الشيخ جراح، وفق الإعلامية الفلسطينة كرستين ريناوي، التي بثت فيديو مباشر للحظاة خروج التوأم منى ومحمد.
ودونت كرستين عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلة:« وعادا إلى الشيخ جراح بسلام.. منى ومحمد الكرد التوأم الجميل والمبدع والعبقري فرقهما الاحتلال اليوم خلال ساعات الاعتقال والتحقيق والآن إلتم الشمل وعادا إلى حيهما»، ليتضامن مع تدوينتها آلاف الأشخاص حول العالم.
التوأم منى ومحمد الكرد يواجهان قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 2009
التوأم منى ومحمد الكرد، لم يبلغا عامهما الـ23 بعد، لكنهما أصبحا أيقونة في النضال وفي مواجهة قوات الاحتلال، من صغرهما، حيث كانا يبلغان من العمر 12 عاماً، ححينما واجها قوات الاحتلال بعدما استوطن نحو 15 مستوطنا إسرائيلياً، جزءً من منزلهما عام 2009، وهو ما رفضه التوأم ، وكان لهما عشرات مقاطع الفيديو وهما يحكيان قصة استيلاء قوات الاحتلال على جزء من منزلهما، لتسوقفهما قوات الاحتلال قبل اعتقالهما أمام مدخل منزلهما خلال أحداث حي الشيخ جراح، ليتنشر لمنى فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهي تقول لأحد ضباط الاحتلال:«بدي أدخل داري اللي انتوا سرقتوها».
لم يكتف التوأم بنضالهما في الشارع وعلى ارض الواقع، بل تصديا لقوات الاحتلال عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، باللغتين العربية والإنجليزية، فهاجما موقع الفيس بوك واتهماه بأنه منصة للاحتلال وأعدم محتوى القضية الفلسطينية، ودشن حملة عبر صفحتيهما على الفيس بوك وعبر تويتر وإنستجرام تحت عنوان« فيسبوك يعدمنا»، والتي لاقت قبولاً كبيرا وتضامنا من كافة انحاء العالم، وخجرا الثنائي التوأم ليستكملا نضالهما مؤكدين على انهما لم يستسلما:«مش هنستسلم، دي أرضنا وبيوتنا، وإحنا في مواجهة الاحتلال لأخر عمرنا»، وفق تصريح منى لـ« الوطن».
وقالت منى الكرد، «تخويفهم ما بيرهبنا، إحنا ما نستسلم، صمودنا في منازلنا، هو ما نقوم به، وقوات الاحتلال حققت معي حول ما يحدث في حي الشيخ جراح، وسنظل صامدون أمام القوات».
وأضافت لـ« الوطن»، أن التهم التي وجهت إلي هي تهديد الأمن السلمي، قائلة، «هما الللي بيهددوا أمننا وبيرهبونا لنخرج من بيوتنا، لكن ما راح نخرج، كبولوا يديي ووضعوني في السيارة، ووصلنا لمركز التحقيق، وكان القرار بعد الإفراج هو دون شروط»، مثمنة كافة المساعي التي أدت لوقف إطلاق النار.