«الوطن» في شارع العزيز بالله: من هنا خرجت أفكار يعقوب وحسان
لافتات محلات ومدارس تحمل صبغة سلفية.. «الجامعة الإسلامية وأنصار السنة»
مسجد العزيز بالله
في وسط حي الزيتون، وتحديدا قرب محطة مترو أنفاق حدائق الزيتون، يقع مسجد العزيز بالله، الذي أسسه الدكتور محمد جميل غازي في 1968 لنشر الفكر السلفي في مصر، والذي انطلقت منه أفكار شيوخ السلفية: محمد حسين يعقوب، محمد حسان، محمود المصري، وعمر عبدالرحمن، أمير الجماعة الإسلامية السابق الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في أمريكا، والعديد من الأسماء الرنانة من قادة الجماعات المتطرفة، التي ساهمت بأفكارها الضالة في نشر العنف داخل الكثير من المناطق بمصر.
8 سنوات بين «بؤرة التشدد» و«الاستقرار»
بمجرد أن تطأ قدميك الشارع، تجد لافتة في المنتصف تحمل اسم «مسجد العزيز بالله»، «الوطن» تجولت داخل الشارع الذي تغير حاله 180 درجة عما كان عليه قبل نحو 8 سنوات، حيث كان الصخب والتخريب هو السائد في البؤرة السلفية الأكثر تشددا في مصر، فضلا عن الاعتداءات المتكررة من قبل أنصار جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة على إمام المسجد، لكن وزارة الأوقاف أنهت الأزمة منذ العام 2013، بعد أن أحكمت سيطرتها على المسجد وأعادت الهدوء إليه والمنطقة المحيطة به، وطردت الأفكار الضالة والمتشددة.
من هنا انطلقت أفكار محمد حسين يعقوب
سنوات طويلة أطلّ فيها محمد حسين يعقوب على المصلين في مسجد العزيز بالله في خطبة الجمعة، انتهت بزوال حكم الإخوان وبداية عصر جديد من التنمية والديمقراطية وتجديد الخطاب الديني، ليطل يعقوب مرة أخرى أول أمس، لكن من داخل قاعة محكمة، حيث استدعاه القضاء للإدلاء بشهادته في قضية «داعش إمبابة»، التي قال المتهمون بها في التحقيقات، إنّهم اعتنقوا أفكار روّج لها محمد حسين يعقوب ومحمد حسان، وهو ما نفاه يعقوب مؤكدا أنّه «جاهل».
باستثناء أيام الجُمع التي كانت ليعقوب، كان المسجد يستقبل العديد من الشيوخ والأئمة والدعاة على مدار أيام الأسبوع، حيث يلقون محاضراتهم ودروسهم الدينية بشكل منتظم، ويتردد لحضورها الكثير من الرجال والنساء.
محلات شارع العزيز بالله
بلافتات يحمل معظمها في طيّاته تأثرا بالدعوة السلفية التي استمرت في الشارع لسنوات عدة، بدت المحلات بأسماء غير معتادة، وبينها: «رضاك والجنة، شارع العزيز بالله للزي الإسلامي، المحجبة، وأنصار السنة»، حتى أنّ المدرسة الموجودة في الشارع حملت اسم «مدرسة الجماعة الإسلامية»، والمارة من سكان المنطقة يرتدي معظمهم من النساء «النقاب»، بينما يظهر الرجال بلحي طويلة وجلباب قصير.
سيطرة الأوقاف على مسجد العزيز بالله
يعيش مسجد العزيز بالله منذ نحو 8 سنوات حالة من الاستقرار والاعتدال الفكري، بعد سيطرة وزارة الأوقاف على المسجد في 2013، وقرارها بألّا يعتلي منبر المسجد إلا «أزهري» حاصل على تصاريح من وزارة الأوقاف، مهما كانت الاعتراضات من بعض الفصائل.