بروفايل| السرجاني.. الصحافة المصرية تفقد فارس الثقافة والأدب
لم يجف حبر كلماته بالصحف، ولم ينضب حديثه في المقالات، ولم تنته أيضًا صفحات العزاء، التي مازالت تعبر عن الحزن العارم، وتروي عن سيرته في الأفراح والأحزان، والمواقف الرائعة التي كان فيها بجوار الأصدقاء دائمًا.
تحول الفرح إلى مأتم، بعد إصابته بأزمة قلبية توفي على إثرها، عقب احتفاله الجمعة الماضية بزواجه، وسط الأهل والأقارب والأصدقاء، وزملاء الدرب الصحفي، لتفقد الصحافة المصرية "خالد السرجاني" نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام.
عمل السرجاني في بداية حياته الصحفية في جريدة الجمهورية، وانتقل في منتصف الثمانينات إلى الأهرام، وعمل مع المفكر البارز الراحل لطفي الخولي في صفحة الحوار القومي، التي كانت منتدى للفكر القومي العربي، كما كان يكتب مقالات بعدة صحف عربية منها، صحيفة الخليج.
ولد السرجاني عام 1960، في مدينة بورسعيد، وتخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة عام1982، ويعد الكاتب الراحل أشهر عازب في عالم الصحافة، كما أطلق عليه أصدقاؤه، قبل أن يتزوج، عُرف بالثقافة الواسعة، وكان بمثابة الأرشيف الذي يلجأ إليه أصدقاء المشوار الصحفي.
كان "السرجاني" - رحمة الله عليه - من أفضل المحررين في مجال الثقافة والأدب، وكان مشرفًا على صفحة كتب بجريدة الأهرام، وكان له مقالًا أسبوعيًا صباح كل جمعة بجريدة " المصري اليوم"، بالإضافة إلى مقالاته في صحف "التحرير" و"الدستور".
اختير "السرجاني" قبل وفاته رئيسًا للمركز الصحفي لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 36، التي من المقرر عقدها في الفترة من 9 إلى 18 نوفمبر، كما كان الراحل عضوًا بلجنة الثقافة والفنون بالمجلس الأعلى للثقافة، ويمتلك مكتبة شخصية تضم أكثر من 8 آلاف كتاب.
كان الكاتب الراحل واسع الاطلاع على كل جديد في عالم الثقافة والفكر والنشر بجميع اللغات، وكانت له صفحة متخصصة في الصحافة وأحوالها في جريدة الدستور، وجريدة "المصري اليوم"، حيث احدثت ضجة كبيرة، وردود أفعال واسعة في الوسط الصحفي.