«السيسى» فى كلمة للأمة: نخوض معركة وجود.. ونحتاج 130 مليار جنيه للقضاء على أزمة الكهرباء خلال 5 سنوات
ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة للأمة، أمس، عبر التليفزيون المصرى، حول أزمة انقطاع التيار الكهربائى، وقال فى مستهل كلمته: «تعودنا على المصارحة بين رئاسة الجمهورية والحكومة والشعب».
وأوضح «السيسى» أن الكهرباء مرفق يعانى مثل باقى مرافق الدولة من عدم مجابهة مشاكله على مدار سنوات ماضية، وشرح فى كلمته آلية عمل مرفق الكهرباء، وهى عبارة عن محطات لتوليد الكهرباء، سواء من خلال السد العالى أو محطات البترول والسولار أو الطاقة الشمسية، وتقوم بنقلها شبكة ضخمة جداً من السد العالى حتى باقى المنازل والمصانع، وكل ذلك مربوط بمحطات ومولدات لتنظيم هذا العمل.
وتساءل «السيسى»: «هل استطعنا تطوير الشبكة وإنتاج الكهرباء بنفس قدر احتياجنا من حيث المحطات التى تكفى لتغطية مطالبنا؟»، وتابع: «هذا لم يحدث».
وأكد أن الشبكة التى تنقل الكهرباء لم يتم تحديثها وذلك لأن التمويل المطلوب كبير، واستطرد قائلاً: «لو إحنا عايزين نعمل تطوير يخلينا نجد إنتاج من الطاقة فإننا نحتاج إلى ١٣٠ مليار جنيه، لأننا عايزين نضيف ٢٥٠٠ ميجاوات خلال عام واحد، لتصل إلى ١٢ ألف ميجا تقريباً خلال السنوات الخمس المقبلة، تكلف الدولة 12 مليار دولار، وكحد أدنى نحتاج إلى 2.5 مليار دولار لحل أزمة الكهرباء خلال العامين المقبلين، وكل محطة تحتاج لوقود كل سنة بـ٧٠٠ مليون دولار».
وأوضح «السيسى»، فى كلمته، أن المستثمر يسعى لضمان أن نشترى منه هذه الكهرباء بثمن يحقق له ربحاً ليأتى له بعائد، وهو ما يعنى أن يبيعها لنا بالثمن التجارى الحر، قائلاً: «وغير هذا لن يأتى أحد لاستثمار فلوسه عندنا، وإحنا شغالين على كده، لكن لكى تستطيع الشبكة تحمل الإنتاج الجديد، تحتاج لعمل ما يسمى مناورات، وهى أشياء فنية فى الكهرباء، الأزمة مش هتتحل أبداً بين يوم وليلة، وهفكركم بالاتفاق أو العقد اللى بينى وبينكم، قلت لكم إننا نواجه تحديات كبيرة، محدش أبداً، لا حكومة ولا رئيس، هيقدر يحلها».
وتطرق «السيسى» للحديث عن مشكلة الكهرباء فى العهود السابقة، مشيراً إلى أن كل النخب والتيارات التى قابلها حينما كان يتولى منصب مدير المخابرات الحربية، كان يقول لهم إن هناك تحديات فى مصر عصية على الحل على أى حكومة، لافتاً إلى أن الأمانة الوطنية تقتضى منهم أن يعلنوا ذلك.
وتابع «السيسى»: «وعندما قلت لمن تصدر المشهد إن نجحتم هيبقى كويس، وإن فشلتم فستحملون الدين شيئاً هو برىء منه».
وشدد على أن هذه المشكلات تتطلب أن يقف كل المصريين ويجاهدوا ويساعدوا فى حلها، ولفت إلى أنه شاهد رد فعل المواطنين على انقطاع التيار الكهربائى، قائلاً: «أنا أقبله من الناس لما الأكل يبوظ، أو آخرين يتعطلون فى الأسانسير، لكن ده أمر لازم كلنا نصبر عليه علشان نحله، هذا الضغط يخلى العاملين فى مرفق الكهرباء متوترين من رد الفعل، وهو ما قد يجعلنا لا ندير المشكلة بالشكل الجيد، وأنا وعدتكم بأن الأزمة ستتحسن خلال شهرين».
وانتقد «السيسى» تناول الإعلام لأزمة انقطاع التيار الكهربائى، قائلاً: «على سبيل المثال، الإعلام أقول له خلّى بالك، لما ألاقى فى الجورنال مانشيت الحكومة منورة، هى المعالجة تبقى كده؟ هو الأمر ده إنتو مش متوقعينه ولّا إيه؟ فيه ناس كتير قالت لى متتكلمش واقرا اللى بتكتبه وبس، لكن من واقع الأمانة هقول كلام مش مترتب، من فضلكم اصبروا، ولازم تكونوا متأكدين إننا هنتغلب على كل ده، ولكن مش فى شهرين أو تلاتة».
ثم تطرق «السيسى» للحديث عن مرفق المياه والصرف الصحى، موضحاً أنه مرتبط بالكهرباء، وهو مرفق ضعيف أيضاً، وقال: «فيه ناس عايزة تعرقله أكتر علشان الشعب يتأثر ويبقى غضبان ومستاء وزعلان، إحنا بنحارب معركة وجود بدأت من سنين طويلة فاتت لهدم البلد دى، ودلوقتى نحاول نوقفها تانى، وده هياخد مننا جهد ووقت كبير».
كما أوضح أن مصر بها ٤٥٠٠ قرية، ولها أكثر من ٤٠ ألف تابع تم عمل صرف صحى لنسبة منهم لا تتجاوز ٢٠٪، وهذا أمر يؤثر على الصرف والزراعة والصحة وأشياء أخرى كثيرة، ولفت إلى أنه لو تم التفكير فى عمل صرف صحى لنسبة أخرى تقارب الـ١٥٪ فإن ذلك يعنى تكلفة المليارات.
وتابع «السيسى»: «وأفكركم الموازنة بتاعتنا 4 أقسام، الأول عجز مش موجود ونستلفه، والثانى عبارة عن خدمة الدين يعنى فوائد بندفعها، والثالث الدعم وأنا كلمتكم عن موضوع الدعم لما خففنا جزء منه الخمس فقط، وتسبب فى الآثار اللى بنتكلم فيها، وفيه ناس مساكين كتير وفقراء، والجزء الرابع المتبقى مش كتير علشان ندخل على مرافق الدولة ونعالجها خلال سنتين أو تلاتة أو أربعة».
وحول ضعف الموازنة، ضرب «السيسى» مثالاً بوزير التربية والتعليم الذى طلب منه منذ أيام تعيين ما يقرب من ٥١ ألف مدرس، بعدما تم بناء ما يقرب من ١٥٠٠ مدرسة جديدة، فرد «السيسى» قائلاً: «لكن هنجيب مرتباتهم منين؟ لازم ننتصر فى معركتنا وناخد مصر لتكون فى المكان اللائق بها لو كلنا مع بعض اشتغلنا على ده، وقلنا إننا نقبل التحدى ونصبر عليه نستطيع أن نحقق المستحيل، ومصر تبقى فى المكان الذى نتمناه جميعاً لها».
وأوضح أن هناك لجنة سيتم تشكيلها وتضم أساتذة جامعة وخبراء الكهرباء والهيئة الهندسية والفنية العسكرية لوضع حلول لتجديد ومعالجة مشكلة محطات الكهرباء وسيتم إعلان تقرير اللجنة للرأى العام فور الانتهاء منه.
وأكد الرئيس أنه متفائل جداً بالمستقبل، وبداية الحل الحقيقى للمشكلة هى أن نعرف حجمها، وبفضل الله وفضلكم وكل المخلصين والشرفاء سنحقق ما نتطلع إليه.
وتطرق لحادث استشهاد مجندين فى العريش منذ أيام، وقال إنه يتعامل مع بشر يعتبرون المصريين أعداء ويريدون هدم الدولة، وتابع: «نحن نتعامل بحسم مع الإرهاب، ولكن دون أى تجاوز، حتى لا يكون هناك إيذاء للأبرياء، ونحن حققنا نجاحاً كبيراً، لكن مش هيخلص الموضوع بسرعة لتشعروا بالأمن». وأضاف: «لو أهل الشر وأهل الدمار لقونا منتبهين لحاجتنا مش هيقدروا يقربوا منها»، داعياً الشعب إلى التعاون فى الحفاظ على مولدات ومحولات الكهرباء.
وقال: «عزائى لكل الأسر وهى لم تفقد أبناءها لأنهم شهداء الدفاع عن أرضهم ووطنهم وناسهم، هم يستشهدون لكى نعيش نحن، فهم أبداً لم يسقطوا ولم يفقدوا ولكنهم يقفون جيداً لبلادهم وشعبهم».
واختتم قائلاً: «أقول يا رب على قد إخلاصنا، ومن فضلك وقدرتك ساعدنا، إذا كنا مخلصين فى البناء والتعمير والإصلاح ساعدنا».