البحث العلمي في مصر.. "العلم في الراس مش في الكراس"
المئات من قصاصات الورق المتراصة بعناية يكسوها غبار السنوات، مواد علمية في هيئة توصيات لأبحاث عكف أصحابها على إنجازها، تنضم إلى تلال الأوراق المركونة في الأدراج منذ سنوات طويلة ولا تقترب منها نية التطبيق في ظل مناخ سيء ينفق ملايين الجنيهات على زيادة مخصصات البحث العلمي بالمراكز أو الجامعات أو المؤسسات الأكاديمية على مستوى الجمهورية دون رعاية جادة.
100 مليون جنيه قيمة البحث العلمي التي أعلنتها جامعة القاهرة للعام الدراسي الجديد تزداد سنويا، لتحويل النتائج إلى توصيات لا ترى النور بحسب السيد أبو المجد رئيس النقابة العامة للتعليم والبحث العلمي السابق، "مصر أكبر دولة في الشرق الأوسط تمتلك أبحاثا علمية، لكن الحكومة عاجزة عن تشكيل لجنة ثابتة للاستفادة منها وتطبيقها، الدولة تعمل في جزر منعزلة وتركز دائما علي الميزانية، كل بحث له نتائج علشان أزود الميزانية لابد أن يكون العمل الأكاديمي مدروسا".[FirstQuote]
"أموال الدولة تحولت إلى مجرد أشباه أبحاث وأوراق لا قيمة لها"، بحسب الدكتور ماجد الشربيني رئيس أكاديمية البحث العلمي السابق، "لازم كل فترة الدولة تتبني بحث علمي من حيث النفع على مستوى القطاعات المهملة مثل الزراعة والصناعة والتعمير والعلوم".
الدكتور هاني جلال الباحث في مجال الكيمياء لا يجد التربة الخصبة في بلده لتطبيق أبحاثه العلمية، ينتظر تبنيها من قبل دول لديها تقدم علمي وتكنولوجي وإمكانيات مادية مناسبة مثل أوروبا وأمريكا، "بقى لي 16 سنة بكتب أبحاث في أكاديمية البحث العلمي، ومفيش حاجة اتطبقت، وبضطر أقبل بعثات في الخارج".