أستاذ هندسة بعين شمس: أزمة الكهرباء بدأت في 2009.. و"المازوت" مخالف للمواصفات
قال الدكتور إبراهيم هلال، الأستاذ بكلية هندسة عين شمس، إن أزمة الكهرباء في مصر بدأت في عام 2009، مضيفًا أنها نتيجة عدم توريد الغاز بالكم والضغط الكافيين إلى محطات التوليد، وهو ما أدى إلى زيادة نسبة التوليد باستخدام المازوت كبديل، في حين أن المحطات تعتمد في الأساس على الغاز.
وتابع "هلال"، لـ"الوطن"، أن المازوت مخالف للمواصفات المطلوبة، وهو ما أدى إلى انخفاض آخر في كفاءة المحطات، والإنتاج الفعلي للمحطة يقل عن قيمتها الاسمية بنسبة 10 إلى 20%، موضحًا أن القيمة الاسمية للمحطة لا تتحقق إلا عند 15 درجة مئوية، وهي درجة لا تتحقق عادة في ظروف التشغيل الاعتيادية وهو ما يعني انخفاضًا آخر للإنتاج الفعلي للمحطة، مقارنة بقيمتها الاسمية.
وشرح الأستاذ بكلية هندسة عين شمس، أن وزارة الكهرباء تضع عادة خططًا خمسية للتوسعات في محطات الإنتاج، وكذلك في شبكات النقل تقوم في الأساس على معدل لنمو الأحمال قيمته 7%، إلا أن ما حدث عقب ثورة يناير لم يمكِّن وزارة الكهرباء من السير في خططها للتنمية، فما بين اعتصامات للعاملين بالمحطات القائمة والجاري إنشاؤها وانهيار أمني تكرر معه اقتحام الأهالي لتعطيل العمل بتلك المحطات للضغط لتعيين أبنائهم، وفي بعض هذه الحالات من الانفلات الأمني تبادل الأطراف إطلاق الرصاص وراح ضحايا.
وأكد هلال أن من المحطات التي تعطل افتتاحها محطة شمال الجيزة ومحطة سيدي كرير ومحطة أبوقير، فضلًا عن استغلال بعض الأهالي للظروف التي أعقبت ثورة يناير ومنهم للأسف أناس على أعلى مستوى من العلم والمسؤولية ابتزوا الوزارة بالمطالبة بمبالغ خيالية حصلوا عليها بالفعل للسماح بمرور خطوط الكهرباء ببضعة أمتار في أراضيهم.
ولفت الأستاذ بكلية هندسة عين شمس، إلى أن النمو الطبيعي للأحمال الكهربائية عالميًا يكون من 5- 7% فإذا به يصل عام 2012- 2013 إلى أكثر من 10%، وليت تلك الزيادة جاءت انعكاسًا لزيادة الإنتاج بل للأسف في ذات العام تراجع الحمل الكهربي الصناعي من 40 إلى نحو 32%، وزاد الحمل السكني من 40 إلى نحو 48%.
على الجانب الآخر، حدث انخفاض حاد في موارد مصر من العملة الصعبة وكذلك الاحتياطي النقدي منها، وهو ما أدى لتعطل كثير من الخطط الاعتيادية والاستثنائية لمواجهة تلك الأزمة في الوقت المناسب، لأن تأخر المواجهه يضاعف من المشكلة، إذ أن معدل تزايد الأحمال بـ10% يعني الحاجة إلى نحو 2500 ميجاوات سنويًا، أي أكثر من إنتاج السد العالي من الكهرباء.