الأمير "المخوّزِق" .. أسطورة مصاص الدماء "دراكولا"
أساطير عديدة ترددت على أفواه البشر منذ فجر التاريخ، ترصد وقائع قصص مخيفة انتشرت عبر الأزمنة المختلفة وشغلت أذهان الكبار والصغار، وهي قصة سفاح يتغذى على دماء البشر، يظهر دائمًا بلون وجهه الشاحب وأنيابه المدببة والدماء تسيل من فمه ويتحول في الليل إلى ذئب بشري، ليتحول بعد ذلك إلى مادة خصبة لانتشار جميع الخرافات والبدع المتطورة التي تتناولها الأفلام السينمائية الحالية وهي قصة "دراكولا" مصاص الدماء.
الواقع أن دراكولا قصة حقيقة لها أصول تاريخية، بدأت عام 1431 بولادة الأمير "فلاد المخوزق الثالث"، في مدينة سيغيوشوارا الرومانية وهو أحد أفراد عائلة "دراكوليشتي" الحاكمة لرومانيا في ذات الوقت، كان فلاد يعشق القتل من صغره يجمع الحيوانات والطيور في قصره ويقوم بتعذيبها قبل قتلها، وبعد مقتل أبوه سيطر فلاد على حكم رومانيا و بدأ عهد الظلم والقهر الذي اشتهر به، من خلال قتل الأبرياء وتعذيبهم.
تلقب الأمير فلاد باسم "دراكولا" نسبة إلى والده "دراكول" وهي كلمة تعني "ابن الشيطان" بالروماني، وسمي ايضًا بـ "المخوزق" لأنه أول من استخدم الخازوق كوسيلة للإعدام الذي يعد أبشع أساليب الموت، ويعتبر أول من أنشأ منظمة سرية للفرسان وأخذت رمز "التنين" شعارا لها.
كان بطلًا في نظر الروم، واعتبروه منقذًا لأوروبا الصليبية لتصديه فتوحات الخلافة الإسلامية العثمانية إلى بلاد الروم وأوروبا، وكان في صراع دائم مع الخليفة العثماني "محمد الأول" لاشتراكه في قتال المسلمين وتم نفيه ونزع الحكم منه، وبعد استرداده للحكم مرة ثانية بدأ الاحتكاك بالدولة العثمانية، الأمر الذي وضع نهايته، حيث تم قطع رأسه وأرسلت إلى الخليفة محمد الفاتح الذي أمر بأن يطاف برأسه بالبلاد وتعلق بمسمار ليكون عبرة.
هكذا جاءت نهاية أسطورة الرعب، برأس يدقها مسمار، لكنها لا تزال تجوب المنازل على مستوى العالم، لتمتلأه رعبًا، ولا يزال الصغار يشترون الروايات التي تحكي أساطير عن مصاص الدماء "دراكولا"، ولا زالت الأفلام تعرض لمأساويات تحدث جراء هذا الشخص الدموي، إنسان عاشق للدم، خلدت ذكراه فكرة غريبة تجتاح البيوت برعب، فعاش ومات رمزا للقتل والدمار.