«سمك»: لن تكون هناك «أزمة ضلمة» فى مصر الصيف المقبل
هو من صعيد مصر، درس الهندسة بجامعة أسيوط وتخرج فيها عام 1962، وهو أحد رواد قطاع الطاقة النظيفة فى الاتحاد الأوروبى، رئيس المجلس الأوروبى للطاقة المتجددة لفترتين على التوالى، ويشرف الآن على مشروع تصدير الطاقة الشمسية من شمال أفريقيا إلى أوروبا، إنه العالم المصرى إبراهيم سمك، أحد أعضاء المجلس الاستشارى العلمى للرئيس عبدالفتاح السيسى.
هاجر إلى ألمانيا سنة 1976، وأنشأ شركة هندسية صغيرة فى «شتوتجارت»، وكان رئيس الرابطة الأوروبية للصناعة الكهروضوئية من 1999 إلى 2003 وأسس شركة «Engcotec Engco» المتخصصة فى مجال التكنولوجيا والطاقة المتجددة فى شتوتجارت بألمانيا عام 1986، ونجح فى تنفيذ أطول شارع مضاء بالطاقة الشمسية فى ألمانيا عام 1993 وأدخل الطاقة الشمسية فى العديد من المبانى الألمانية، منها «ثكنات الجيش الأمريكى بشتوتجارت، ومطار شتوتجارت، ومصنع مرسيدس، ومبنى البرلمان الألمانى، ومبنى المستشارية الألمانية، ومحطة القطار الرئيسية فى برلين»، وحصل على العديد من الأوسمة والجوائز، تقديراً لدوره فى مجال الطاقة الشمسية، مثل الوسام الاتحادى الألمانى عام 2007، كما اخترع «سمك» لمبة «فوتو فلتيك» الذكية التى تخزّن الطاقة الشمسية، ونادى فى العهود السابقة بإسراع مصر فى الاعتماد على محطات توليد كهرباء الطاقة الشمسية.
«الوطن» التقت المهندس إبراهيم سمك للتعرُّف على خطته المقبلة كعضو فى المجلس الاستشارى الرئاسى.. وإلى نص الحوار:
■ ما خطتك لمعالجة الأزمة التى تعانى منها مصر فى انقطاع الكهرباء؟
- حضرت إلى مصر فجر السبت الماضى من ألمانيا لحضور الاجتماع مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى لديه نظرة عميقة جداً فى البلد، ويحاول جذب أكبر عدد من الخبراء المصريين الموجودين فى الخارج، لوضع الرؤية فى العديد من التخصصات، وبالنسبة إلى أزمة الكهرباء فى مصر حالياً يتم دراسة موضوع التعريفة الجديدة لإنشاء محطات توليد جديدة، مما سيجعل المستثمرين يقبلون على الاستثمار فى مشروعات الطاقة، التى ستنطلق خلال أسابيع، بمجرد إقرار قانون الاستثمار فى الطاقة.
■ هل وفّرت الحكومة مساحات الأراضى الكافية لإنشاء المحطات الجديدة؟ وأين تقع هذه الأراضى؟
- من خلال لقائى مع الرئيس السيسى علمت أن الحكومة وفّرت الأرض، لذلك أصبح من السهل أن يبدأ المستثمر فى إنشاء المحطات الجديدة فور إتاحة ذلك، كما أن المحطات المعتادة تستغرق وقتاً كبيراً، لكن بالنسبة لمحطات الطاقة الشمسية لا تستغرق مثل هذا الوقت، وعلى المستثمر البدء فى تلك المشروعات على الفور.
ورئيس الجمهورية أصدر قراراً الأسبوع الماضى بتخصيص مساحة كبيرة جداً تتمثل فى 8800 فدان غرب نهر النيل فى المنطقة من أسوان إلى القاهرة، وهذه المنطقة تُعتبر جاذبة للمستثمرين لإنشاء محطات كهرباء جديدة فيها.
■ متى تكون هذه المحطات جاهزة للتشغيل؟ وما الوقت الذى تستغرقه للعمل بها؟
- هذه المحطات ستكون جاهزة بعد 5 أشهر على أقصى تقدير من وقت البدء فيها، وستُساعد على زيادة طاقة الشبكات، وبمجرد إعلان تعريفة الشبكة، سيبدأ المستثمرون فى تلك المشروعات.
■ هل ستقتصر تلك المشروعات على المستثمرين المصريين فقط؟
- لا، ستتعدد جنسيات المستثمرين من العرب والمصريين، كما أنه يوجد الكثير من المستثمرين فى انتظار إصدار التعريفة الجديدة للبدء فى إنشاء المحطات الجديدة.
■ تعتقد أن المواطن سيشعر بتحسّن كبير بعد إطلاق تلك المشروعات أم أن ذلك يحتاج إلى وقت طويل؟
- بالتأكيد تحتاج تلك المشروعات إلى وقت كى يشعر بها المواطن العادى، لكن هذا الوقت لن يكون طويلاً، فبمجرد إضافة المحطات إلى الشبكة سيكون لدينا قوة زائدة، كما أننا أوشكنا على الانتهاء من فترة الصيف ودخول الشتاء، وهذا سيساعد على تقليل انقطاع التيار الكهربائى. ومع بداية الصيف المقبل لن يشعر المواطن بأى أزمة فى الكهرباء.[FirstQuote]
■ هل تم طرح هذه المشروعات من قبل؟
- هذه المشروعات لم تُطرح فى الماضى، وتجرى دراستها حالياً وستظهر للنور قريباً.
■ ما ردك حول ما أشيع عن أن الألواح الشمسية لا تصلح لإنتاج الطاقة فى مصر بسبب العواصف الترابية؟
- هذه العقبة أصبح من السهل تخطيها هذه الأيام بسبب الطفرة التكنولوجية، فاليوم توجد ألواح شمسية جديدة للمناطق التى تعانى من عواصف ترابية كثيفة مثل مصر، وذلك بدهان هذه الألواح بمادة ملونة لا تجذب الأتربة وتمنع تقليل فعالية هذه الألواح.
■ هل هناك مستثمرون وشركات متوافرة فى مصر لدهان هذه الألواح؟
- المستثمرون على استعداد تام للبدء فى عمل شركات لتنظيف هذه الألواح، وتلك العقبة لا تصنّف كمشكلة كبيرة.
■ هل الطاقة الشمسية مكلفة مثل الطاقة الاعتيادية؟
- وصل سعر الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية إلى سعر الطاقة الاعتيادية نفسه، والطاقة الشمسية تمتاز بعدة مميزات منها عدم الاعتماد على الأيدى العاملة، كما أنها أكثر حفاظاً على البيئة بسبب عدم وجود عوادم إطلاقاً. ومصر تمتلك أفضل أنواع السيليكون لاستخدامها فى الطاقة الشمسية، والأراضى المصرية تضم أفضل أنواع السيليكون فى العالم، ويمكن استخدامها فى تصنيع الخلايا الشمسية، ويمكن لرجال الأعمال المصريين التعاون لإنشاء مصنع للخلايا الشمسية التى يمكن تصديرها فى المستقبل.
كما أن معظم الدول العربية بدأت بالفعل فى تنفيذ مشروعات للطاقة الشمسية، والتعاون بين الدول العربية بشمال أفريقيا، ومؤسسات دولية تضم شركات عالمية متخصصة فى الطاقة الشمسية.