مؤتمر «برشلونة» الطبى يشهد ميلاد دواء جديد يعالج مرضى هبوط القلب.. ويقلل نسبة الوفيات
احتفى المؤتمر الأوروبى الأخير لأمراض القلب، الذى جرت فعالياته فى برشلونة، بالدواء الجديد الذى يعالج هبوط القلب، والذى ستطرحه شركة «نوفارتيس» تجارياً فى منتصف 2015، هذا الدواء الذى ما زال يحمل شفرة باسم «LCZ 696» كان حديث قاعات المؤتمر، كونه ثورة وقفزة وليس مجرد اسم جديد فى طابور الأدوية؛ لأن نسبة تقليل الوفيات والحجز فى المستشفى وتقليل الأعراض الجانبية للأدوية الأخرى كانت مبهرة بشهادة علماء الخارج والداخل.
انتهزت «الوطن» الفرصة وعقدت مائدة مستديرة على هامش المؤتمر مع كبار أساتذة القلب المصريين للتعليق على هذا الإنجاز.
حضر المناقشة الأساتذة د. عادل الأتربى، رئيس الجمعية المصرية للقلب رئيس قسم القلب بطب عين شمس، ود. إيهاب عطية ود. طارق زكى، من جامعة عين شمس، ود. هشام أبوالعينين، رئيس قسم القلب ببنها، ود. محمود حسنين، بالإسكندرية، ود. مجدى عبدالحميد، قصر العينى، ود. ناصر طه، بطب المنيا، ود. رضا بيومى، ببنها، ود. مجدى مطر، استشارى القلب. وقال الدكتور الأتربى: إن هناك 22 مليون مريض حول العالم يعانون مرض هبوط القلب، شخص من كل 4 فوق 65 سنة معرض لهبوط عضلة القلب، فيما يموت فى أمريكا 250 ألف شخص سنوياً جراء هذا المرض. وكشف «الأتربى» عن أن نسب الوفيات فى حالة عدم العلاج المنضبط فى خلال 3 سنوات تصل لـ30%، موضحاً أنه مع العلاجات الحديثة قلت نسبة الوفيات فى أول سنة من 30% إلى 5%.
وعن أسباب هبوط عضلة القلب، قال الدكتور هشام أبوالعينين لـ«الوطن»: إن قصور الشريان التاجى وارتفاع ضغط الدم هما أول سببين للمرض، فيما تراجعت الحمى الروماتزمية كثيراً كأحد الأسباب فى مصر. وأضاف «أبوالعينين» أن هذا الدواء الجديد يمكنه التعامل مع الهبوط الأولى، وميزته أنه لا يحسّن الأعراض فقط، ولكنه يقلل نسب الوفيات، معتبراً أن ذلك إنجاز، بل ثورة طبية؛ لأنه كانت هناك أدوية مكتشفة من قبل تحسن الأعراض ولكنها لا تقلل نسبة الوفيات.
من جانبه، أوضح الدكتور إيهاب عطية أن هذا الدواء ليس علاجاً للضغط، ولكن له علاقة بالضغط، وهو حسب تعبيره «Landmark» فى طريق علاجات هبوط القلب وفى تاريخ الأدوية عموماً، مستعرضاً تاريخ علاجات هبوط القلب، بداية من مثبطات الإنزيم المحول للانجيوتنسين إلى مثبطات البيتا إلى أجهزة تنظيم القلب حتى 2009، حيث الأجهزة المساعدة للضخ، هى رحلة طويلة فيها عدة علامات وبصمات سيعتبر الدواء الجديد من أهمها.
ماذا عن الخصوصية المصرية؟ وهل هناك دراسات خاصة بنا فى مجال هبوط القلب؟
أجاب كل من: د. محمود حسانين ود. عبدالحميد بالإيجاب، وذكرا دراسة مهمة أُجريت فى 23 مركزاً مصرياً على أرقام كبيرة تجاوزت الـ2000 مريض، وتعتبر الثانية بعد إسبانيا فى العدد، قائلين: «للأسف السن المصابة عندنا أقل من أوروبا بـ12 سنة، ومُعامل كتلة الجسم عندنا زائد، مما يدل على انتشار البدانة ومرض السكر الذى نحتل فيه المركز التاسع عالمياً بنسبة 30%».
وأشار «حسنين» بأصابع الاتهام إلى السكر والتدخين كعوامل أساسية فى مرض الذبحة وانتشارها فى مصر، فيما أشار «عبدالحميد» إلى عدة ميزات لهذا الدواء الجديد؛ فهو فعال على تحسن الأعراض وتحسن نوعية الحياة لمريض هبوط القلب، ومن الممكن استخدامه مع مريض الكبد. كما أكد الدكتور ناصر طه أن حالات الفشل الكبدى المتقدمة لن يجدى معها الدواء، مضيفاً أن هذا الدواء الجديد ليس دواءين مخلوطين كما يفهم البعض ولكنه جزىء واحد أهميته فى أن مريض الهبوط عندما يتناوله ستقل الكحة وستقل نسبة ارتفاع البوتاسيوم وسيقل التأثير على الكلى.
وعرض د. طارق زكى سر احتفاء المؤتمر الأوروبى بدواء «LCZ 696» وقال إنه نادر وكل ربع قرن يخترع دواء يغير ركائز أساسية فى طريقة العلاج، هذا الدواء غير ركائز العلاج لمرضى هبوط القلب، فقد جابه وواجه مشكلة خطيرة تودى بحياة 40% من المرضى، موضحاً أن الحل له مردود اقتصادى كبير؛ فتخفيض نسبة الحجز فى المستشفيات سيوفر المليارات على مستوى العالم حتى لو كان الدواء مرتفع الثمن فإنه سيوفر اقتصادياً، وقال: إن هذا الدواء من ضمن 5 أدوية فى تاريخ الطب أوقفت دراساتها من قِبل لجنة الأخلاقيات حتى تنشر النتائج سريعاً وننقذ المرضى؛ فهناك من المرضى من لا نستطيع أن تعطيه مثبط بيتا أو لديه رفرفة وذبذبات سريعة فى القلب... إلخ؛ لذلك فالتباطؤ فى نشر النتائج هو تضحية بحياة مرضى ينتظرونه لإنقاذ حياتهم.
فى النهاية، اتفق جميع الأساتذة المصريين الذين حضروا الندوة على أن التجارب التى استمرت 12 عاماً على أكثر من 8 آلاف مريض لا بد من التعلم منها قواعد التجربة العلمية وماهية الخطوات والتكاليف والضوابط التى تحيط بإعلان مثل هذه الأدوية المهمة.