غسان كنفاني.. أديب القضية الفلسطينية الذي اغتالته إسرائيل
غسان كنفاني
يعد الأديب والكاتب الفلسطيني غسان كنفاني واحدًا من أهم أدباء القرن العشرين في الوطن العربي، ودائمًا ما كان يحمل القضية العربية والفلسطينية على عاتقه، سواء في كتاباته الأدبية أو موضوعاته الصحفية، فكان مناضلًا ومدافعًا عن حق الفلسطينيين في استرجاع أرضهم المحتلة.
تميز غسان كنفاني بموهبة شديدة في الكتابة؛ إذ لم يكن روائيُا وأديبًا فقط، بل عمل صحفيًا في عدد من الصحف العربية، وحولت بعض كتاباته ورواياته إلى أفلام سينمائية في سوريا، وعمل بها بعض الفنانين المصريين، وجاءت رواية «رجال في الشمس» من أبرز الأعمال الأدبية التي تناولت القضية الفلسطينية.
ولد الأديب غسان كنفاني بعكا، في 9 أبريل عام 1936، ومن خلال عملية التهجير للفلسطينيين عام 1948 نزح مع عائلته إلى دمشق وعاش حياة قاسية؛ إذ كان يعمل والدهُ محاميًا اختار أن يترافع في قضايا معظمها وطنية، ما عرضه للاعتقال أكثر من مرة.
عاش غسان كلاجئ فلسطينى وأتم تعليمه الثانوى في دمشق، وحصل بعد ذلك على شهادة البكالوريا عام 1952 ليلتحق بعد ذلك بكلية الأدب العربي في جامعة دمشق، وانقطع عن الدراسة في نهاية السنة الثانية، ثم انضم لحركة القوميين العرب في عام 1953 وسافر للكويت ليعمل في التدريس الابتدائي، وكان يكتب حينها في صحف الكويت، وبدأ عمله في مجلة الحرية، وله مقالًا أسبوعيا لجريدة «المحرر».
عمله بالصحافة والأدب
في عام 1961 عمل غسان كنفاني في مجلة الحرية، كما تولى منصب رئيس تحرير جريدة «المحرر» اللبنانية، وأصدر من خلالها ملحق فلسطين، ثم انتقل للعمل في جريدة «الأنوار»، وحينما تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 أسس مجلة ناطقة باسمها وهي «الهدف» وترأس تحريرها، كما أصبح ناطقا رسميا باسم الجبهة المذكورة.
وبجانب عمله في مجال الصحافة كتب غسان كنفاني العديد من الأعمال الأدبية سواء الروايات أو القصص القصيرة، والتي تناول من خلالها القضية الفلسطينية وقضايا الوطن العربي بشكل عام، مثل «عائد إلى حيفا، أرض البرتقال الحزين، موت سرير رقم 12».
الاغتيال
نظرًا لدور غسان كنفاني البارز في دعم القضية الفلسطينية والتعبير عنها كان من ضمن الأسماء التي قررت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير، في عام 1972، تصفيتهم، ضمن قائمة أعدها تسفي زامير، رئيس الموساد في ذلك الوقت.
وبالفعل زرعت مجموعة من عملاء الموساد، عبوات متفجرة في سيارة غسان كنفاني، التي كانت تقف في جراج منزله بمنطقة مار نقولا في بيروت الشرقية، وكان يعيش به مع عائلته المكونة من زوجته وابنه فايز وابنته ليلى.
وفي صباح اليوم التالى وحين هبط من شقته وتوجه نحو سيارته بصحبة بنت شقيقته «لميس»، وما أن فتح غسان باب السيارة، وقفزت الطفلة مسرعة تجلس في المقعد الأمامى، ويدير الأديب محرك سيارته حتى تنفجر ويموت فيها برفقة الأخيرة، في انفجار هز العاصمة اللبنانية بأثرها في مثل هذا اليوم 8 يوليو عام 1972.
وبالرغم من رحيل الأديب والكاتب غسان كنفاني إلا أنه مازال حاضرًا بكلماته وإبداعه ونضاله للقضية الفلسطينية، وأطلق اسمه على عدد من الفعاليات الثقافية في الوطن العربي.
وأطلقت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، عام 2019، اسمه على ملتقى القاهرة للرواية العربية.