بعد إقراره من الرئيس.. "بيت الزكاة" صندوق يحتاج لضوابط لضمان الشفافية
إنشاء صندوق يسمى بيت الزكاة والصدقات، تكون له الشخصية الاعتبارية ويتمتع بالاستقلال المالي والإداري ويخضع لإشراف شيخ الأزهر ويهدف إلى قبول أموال الزكاة والصدقات والتبرعات والهبات والوصايا والإعانات الخيرية بغرض تنميتها وصرفها في وجوهها المقررة شرعًا، حسب أولوياتها، وصولاً لتنمية الفرد والمجتمع، كان هذا قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي أعلن عنه أمس السفير عبدالوهاب بدوي المتحدث باسم الرئاسة.
كلمات تلقاها البعض بالترحاب إلا أنها أثارت الكثير من التساؤلات، من أهمها "من سيصدر اللائحة التنفيذية لهذا الصندوق، وتحت إشراف من سيكون، وكيف سيتم جمع الأموال من الفقراء"، مع الأخذ في الاعتبار أن بيت الزكاة من البنيات الأساسية للنظام المالي في الدولة الإسلامية.
الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أوضحت أن الهدف الأساسي من إنشاء بيت للمال هو كسب ثقة المزكي، وضمان إيصال أمواله إلى الجهات المعروفة شرعًا، والمستحقة لهذه الزكاة.
وأضافت نصير، لـ"الوطن"، أن هناك ضوابط يجب أن تتوافر في بيت الزكاة، منها أن لا يتبع لأي مؤسسة، مهما كانت أهميتها، ولا يخضع لأي ميزانية، ويكون مستقلًا استقلالًا كاملًا، بحيث يخضع لرئاسة الجمهورية مباشرة، كما هو الحال في المجلس القومي لحقوق الإنسان مثلًا.
أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والتي حضرت مؤتمر تأسيس بيت الزكاة في دولة الكويت، وقدمت اقتراحات في المؤتمر، تشير إلى أن بيت الزكاة المزمع إنشاؤه يجب أن يكون مكونًا من خبراء مستقلين، ولا يتقاضون على ما يقدمونه من مساعدات أجرًا أو راتبًا، ويكون عملهم في بيت الزكاة لوجه الله، ويفضل أن يكونوا من أساتذة الجامعات المتفرغين.
وعن وضع الجمعيات الخيرية، في حال وجود بيت المال، ترى آمنة، أنه يجب أن تخضع هذه الجمعيات إلى رقابة مباشرة من قبل بيت الزكاة، بحيث لا يتم منع الصدقات والزكاة عنهم، وفي نفس الوقت نضمن أن تصل الأموال إلى مستحقيها عبر هذه الجمعيات.
يتم جمع الزكاة وتحصيلها لبيت الزكاة وفقًا لأستاذة العقيدة في جامعة الأزهر، عن طريق عمل حملات توعوية في المجتمع، مهمتها تتمثل في إرسال الطمأنينة للمواطنين، حتى يقدموا أموال زكاتهم إلى اللجنة، دون غيرها، ويكون هناك جهاز إداري ينظم كيفية جمع الأموال، وسبل إنفاقها.