العام الدراسي في سيناء.. مدرسون مستهدفون وأطفال تسير أميالا وحظر تجول
صحراء شاسعة، ومواطنون ملامحهم بسيطة، تشبه البيئة التي تربَّوا فيها، كل ما يحلمون به هو مستقبل أفضل لأطفالهم، يصرون على حق أطفالهم في التعليم، يذهبون بهم في كل صباح إلى مدارس تشبه الأطلال، هي كل ما استطاعت الدولة أن توفره لمستقبل أولادهم.
مبنى يقف وسط صحراء بعيدًا عن القرى السكنية، أصرَّت الدولة على نقشه باللون الأحمر، ولكنها لم تصر بنفس الحماس على توفير المكاتب اللازمة والمعامل والمدرسين فيها، الأمر الذي جعل من الأسهل للطلبة والمدرسين هو عدم الذهاب إلى المدارس، بسبب ضعف الإمكانيات فيها، حسبما يروي محمد نعيم، المسؤول عن حملة "من حقنا أن نتعلم" بمدينة العريش.
حظر التجوال وابتعاد المدارس عن المراكز العمرانية في القرية وفقر الأهالي وقلة عدد المدرسين الذين يفضِّل الكثير منهم عدم الذهاب إلى المدرسة بمجرد علمه بعملية عسكرية في القرية التي تقع فيها مدرسته، كل هذه عوامل ساهمت في جعل العام الدراسي بالنسبة للمدارس في قرى محافظة شمال سيناء، خصوصًا قرى رفح والشيخ زويد، بمثابة "كابوس" يؤرق عقل جميع مواطني سيناء، كما يضيف نعيم لـ"الوطن".
عن طريق الخطأ قد يتعرض بعض المدرسين للاستهداف أو الإصابة أثناء معارك الجيش مع الشرطة، وهو الأمر الذي تكرر كثيرًا ويمنع المدرسين من التوجه إلى عملهم، ويؤكد المسؤول عن حملة "من حقنا نتعلم" أن حظر التجوال المفروض على قرى شمال سيناء، يسبب صعوبة للأهالي والأطفال في الاستعداد للدراسة، وشراء المستلزمات اللازمة.
يشير نعيم إلى أن القرى الحدودية بشمال سيناء في رفح والشيخ زويد، تعاني من ضعف إمكانيات المدارس هناك، والمدارس في هذه القرى غير جاهزة للعام الدراسي الجديد، ما يجعل الأسهل للطالب هو عدم الذهاب للمدرسة من الأساس، لأنه لن يستفيد شيئًا، بحسب قول "نعيم".
يوضح نعيم أن فكرة الحملة جاءت عندما لاحظ الناشط السيناوي سعيد إعتيق، أن هناك مشكلة كبيرة في سير العملية الدراسية، عند بدئها هذا العام بسبب ضعف إمكانيات المدارس، مشددًا على أن تجاوب المواطنين في سيناء وخارجها مع الحملة جاء على عكس المتوقَّع، حيث بادر العشرات بالتبرع للحملة ودعمها.
يؤكد مسؤول الحملة بشمال سيناء أن قرية شبانة الموجودة في مدينة الشيخ زويد، هي أكثر القرى التي تعاني من ضعف إمكانيات المدارس بها، حيث إن الأطفال يستيقظون في الفجر، ويمشون عشرات الكيلومترات للوصول إلى مدرستهم.