سمير غطاس: «غزلان» يقود «التنظيم الخاص» ويستهدف تخريب اقتصاد مصر
قال الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى «الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، إن التنظيم الخاص للإخوان ما زال موجوداً، وقدراته تتجسد أسبوعياً فى تظاهرات الجمعة فى مناطق عين شمس والمطرية، موضحاً أن اليد الأولى فى أشنطة هذا التنظيم هو محمود غزلان، نائب مرشد الجماعة، الذى يستهدف من تلك الأعمال تخريب الاقتصاد المصرى.
وأضاف «غطاس» فى حوار مع «الوطن»، أن التنظيم الخاص جرى إحياؤه بعد عزل الإخوان فى ثورة 30 يونيو، وتتركز قاعدته الشبابية فى الجامعات كالأزهر وعين شمس. إلى نص الحوار:
■ برأيك، هل ما زال التنظيم الخاص للإخوان موجوداً؟
- طبعاً، لا يزال موجوداً، والدليل على ذلك المظاهرات التى تخرج تقريباً فى كل يوم جمعة، وهذا التنظيم ما زالت لديه القدرة وإن كانت محدودة وتتراجع، والخريطة السياسية لأعمال العنف لهم باتت واضحة، وهى مناطق فى عين شمس وحلوان وبعض مناطق خارج القاهرة، وبالقطع الجماعة ما زالت موجودة وتنظيمها ما زال يعمل بكفاءة، ويدفع الجماهير للخروج فى المظاهرات المحدودة التى يقومون بها. وهذا التنظيم له تأثير كبير على دعم العمل الإرهابى فى مصر، وهناك العشرات من الشباب يجرى توجيههم للاندماج فى العمل الإرهابى سواء جماعة «أجناد مصر» أو التعاون مع «أنصار بيت المقدس» أو العمل الفردى والتركيز على التخريب الاقتصادى، سواء باستهداف أبراج الكهرباء أو إشعال الحرائق. والتنظيم الخاص موجود على مستوى الخارج، وأشكاله فى الخارج معروفة، ويتوزع فى بريطانيا والولايات المتحدة وقطر وألمانيا وجنوب أفريقيا، وزحفوا لوضع موطئ قدم لهم فى النمسا.
■ ومن أبرز قيادات التنظيم؟
- محمود غزلان، يشرف على العمل الإرهابى، وهو الذراع اليمنى لمحمود عزت، الذى هرب بعد أحداث 30 يونيو، وكان مسئولاً عن العمل فى كرداسة وناهيا، وبعدها اختفى، وليس لدىَّ معلومات بشأن وجوده فى مصر أم خارجها، مع العلم أنه لم يظهر فى الخارج. والإخوان وتنظيمهم موجودون فى كرداسة، لأن بها بؤر إرهابية ترتبط ببعض تجار المخدرات، ودائماً الإرهاب يتخفى ويحتمى فى تجار المخدرات والعكس، ومنطقة كرداسة خارج الأمن المصرى، وهى فى قبضة بؤر إرهابية رغم كل محاولات الشرطة لتطهيرها.
■ وما أهم عناصر التنظيم؟
- التنظيم جرى إحياؤه بعد ثورة يونيو، وقادته يركزون على الشباب، والدولة لا تنتبه لوجود الإخوان فى الجامعات، خصوصاً جامعة الأزهر وهندسة القاهرة وعين شمس، وهؤلاء يشكلون مجموعات للتنظيم والتنظيم الخاص، وأفرز عناصر منه للعمل فى «أجناد مصر» والتنسيق مع «بيت المقدس»، وكل أعمال التخريب التى تحدث الآن من صنع التنظيم الخاص.
■ ألا تظن أن ضربات الأمن لمواجهة الإرهابية يمكن أن تنهى ذلك؟
- أعمال العنف تنحسر، والمبادرة أصبحت فى يد الجيش فى مناطق سيناء، لكنه لم ينته، هناك مطاردة شبه يومية، وهناك انحسار فى العمل الداخلى، وهذا لا يعنى أنه انتهى، يجب مراقبة الوضع التنظيمى لشباب الإخوان، والتركيز على الطلاب رغم انحسار موجة الإرهاب وأعمال العنف إلى حد ما.
■ وما الحل برأيك؟
- المواجهة ستظل مستمرة، وهناك أطراف إقليمية تدعم الإرهاب وحدودنا ملتهبة، فالحدود الجنوبية مع السودان بها عناصر أجنبية إرهابية، والحدود الغربية يوجد بها نفس الوضع، وليبيا منشغلة بالوضع الداخلى، خصوصاً مع وجود مستودعات أسلحة تهدد حدودنا، وتنظيم الإخوان فى ليبيا يتحالف مع التنظيمات الإرهابية وكتائب الشريعة هناك، والتنظيم العالمى للإخوان نشط إلى حد كبير فى الأراضى الليبية، وهناك تمويل من قطر. باختصار ما زال التهديد القوى للأمن المصرى موجوداً، وهذا يجب تحجيمه والقضاء عليه. أما حدودنا الشرقية، فما زالت متوترة، وكان هناك مشروع قطرى أمريكى تركى بالاتفاق مع «حماس» لإقامة إمارة حمساوية فى غزة، أمريكا ستسعى لإحيائه من جديد وعلينا الانتباه لذلك.
■ هل خطر التنظيم الخاص ما زال موجوداً؟
- موجود، ولم يعد هناك تهديد مباشر، وأعتقد أن محمود غزلان يقود هذا التنظيم من داخل مصر، لأنه قاد مذبحة كرداسة، وأشك أن يكون قد هرب للخارج لأنه لم يظهر حتى الآن.
■ وما أشهر أعمال التنظيم الخاص؟
- أولاً جرى اكتشاف هذا التنظيم من خلال قضية السيارة الجيب عام 1948، حيث عثر البوليس السياسى على سيارة جيب بها جميع أسرار التنظيم الخاص لجماعة الإخوان وبينها أوراق التكوين والأهداف، وقدمتها حكومة النقراشى لمحكمة الجنايات، وأسسه صالح عشماوى وحسين كمال الدين وعبدالعزيز أحمد ومحمود عبدالحليم، وكانت أشهر عملياته إلقاء قنبلة على النادى البريطانى فى ليلة عيد الميلاد عام 1945 ونسف شيكوريل.
■ وما رأيك فيما يثار عن تشكيل الإخوان لما يعرف بـ«كتائب حلوان»؟
- من المفترض لجهاز أمن الدولة وجهاز المباحث بحلوان ضرورة التنبؤ بهذه الجماعات قبل ظهورها والقبض عليها، ومنطقة حلوان بؤرة إخوانية، ولكن عددهم ليس كبيراً.