43 عامًا مرت على حفل زفافه، الذي التقط خلاله عددًا من الصور التذكارية داخل استديو تصوير في الإسكندرية، كما جرت العادة في الأفراح، إلا أن سعادته الزوجية على ما يبدو أو مشاغل الحياة اليومية، جعلته ينسى موعد استلام الصور، لكن الغريب أن الرجل عاد بعد مرور عشرات السنوات، للسؤال عن الصور وطلبها، حاملا بين يديه إيصال استلام متهالك بعض الشيء، لكنه متماسك وحالته العامة جيدة، وتفاصيله واضحة.
أيمن منير، خريج إدارة الأعمال، البالغ من العمر 41 عامًا، يعمل في استوديو تصوير تمتلكه عائلته منذ سنوات، وتتوارثه الأجيال، فوجئ بالطلب الغريب من الرجل المسن، بعدما قدم إيصال استلام صور يعود تاريخه إلى عام 1978: «من يومين حد جالي في الاستوديو بمنطقة باكوس التابعة لمحافظة الإسكندرية، لقيته بيقولي إنه مجاش خد الصور الخاصة بفرحه، وبيعتذر عن تأخره، فافتكرته بيتكلم في شهر مثلا، ولا اتنين أو سنة بالكتير، لكن أول ما بصيت في الوصل مصدقتش نفسي، لقيته في سنة 78، قولت في نفسي طيب أنت كنت في قالب زمني ولا إيه، ده في تاريخ الوصل ده أنا مكنتش اتولدت».
رغم الصدمة إلا أن «أيمن» رفض ترك المسن السكندري، يعود لمنزله دون إعطائه أمل، موضحا خلال حديثه لـ«الوطن»: «أنا مسبتهوش يمشي كده، قولتله هدورلك في الأرشيف اللي بنحتفظ بيه بالحاجات القديمة، رغم أني عارف أنه مستحيل العثور على الصور، لكني قولتله هدورلك».
واعتادت العائلة الإسكندرانية المتخصصة في التصوير على الاحتفاظ بالصور منذ بداية تحويلها من أنالوج إلى ديجيتال، بحسب «أيمن»: «كل الأرشيف ده بالكامل موجود عندي على هاردات، ده بالنسبة لأصل الصورة، لكن الصور اللي الناس بتتأخر في استلامها، بتقعد حوالي سنة، وبعدين بيتم التخلص منها، لكن الفترة الزمنية اللي الراجل جايب الوصل فيها، كنا بنصور وقتها بالأبيض والأسود، وسعر الـ6 كروت بـ2 جنيه، فمستحيل ألاقي الصور».
لم يدرك «أيمن» سر حضور الرجل إليه بعد مرور 43 عامًا، لكن نظرًا لأن عائلته تمتلك العديد من أفرع استديوهات التصوير، تداول الصورة على صفحته الشخصية ليشاركهم إياها، إلا أنه فوجئ بتفاعل رواد السوشيال معها: «فيه ناس عملت محادثة خيالية في التعليقات بين الراجل اللي جاي يطلب الصور وزوجته، وقالوا إن الأخيرة بسبب تكرار طلبها باستلام الصور منه، نزل علشان يجيبها»، مشيرا إلى أنه لم يهدف من المنشور التنمر على الرجل أو التسويق لمحله، بل كان هدفه توضيح معاناة المصورين مع بعض العملاء.
تعليقات الفيسبوك