بالصور| الأخضر يتحول إلى يابس.. الباعة الجائلون "يحتلون" ميدان المؤسسة
مئات المواطنين وعشرات السيارات وباعة جائلون انتشروا في جوانب الميدان الذي ظلَّ لسنوات طويلة يشكِّل أزمة مرورية خانقة لآلاف المسافرين يوميًا على الطريق الزراعي السريع من مختلف محافظات الدلتا والوجه البحري، تحوَّل السفر إلى رحلة عذاب يومية نتيجة لسوء حالة الميدان والاختناقات المرورية به، كوبري مشاة أعلى الميدان لم يمر عليه أكثر من شهرين، احتله الباعة الجائلون ببضائعهم وأصواتهم المزعجة.
لم يكن يتوقَّع المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، وهو يقص شريط افتتاح الميدان منذ أقل من شهرين أن تتحول الحديقة الخضراء التي تتوسط الميدان إلى وكر للباعة الجائلين والعاطلين من الشباب.
نافورة تتوسط الميدان اتخذها الأطفال "حمام سباحة"، يحتمون به من حرارة الشمس الحارقة، في وقت الظهيرة، وعلى مقربة منهم يجلس عادل سيد، الذي يبلغ الأربعين من عمره، يتأمل الميدان، ويقاطع تأمله صوت أحد البائعين عندما مرَّ بجواره، وهو يروج لبضاعته ويعرضها على المارة، ويردد عادل قائلاً: "خسارة المبالغ اللي ادفعت في تجديد الميدان كان أولى بيها الغلابة وكانت الحكومة سابته زي ما هو ووفرت الفلوس".
يضع الرجل الأربعيني يده على خده وعلى وجهه علامات الحزن، ويضيف قائلاً: "الحكومة وفرت أماكن للباعة في آخر الميدان، لكن هما مش عاجبهم.. لازم الحكومه تتواجد في الميدان 24 ساعة وتتصدى ليهم ويجب أن يوجد نظام وكشك مختص بالمرافق ومختص بهيئة النظافة وأن تتواجد مباحث هيئة"، ولفت عادل إلى أن "أقل بائع هنا بيكسب 200 جنيه، والميدان الأول كان عشوائي ودلوقتي فضل عشوائي".
وسط ضجيج لا ينقطع عن المكان، يقف مجدي إبراهيم وسط الباعة، ويفترش بعضًا من الأحذية أمامه، ينادي المارة ليشتروا منه، حيث لم يفوت فرصة للبيع في ميدان المؤسسة بعد تجديده: "الباعة ممكن يمشوا من الميدان عادي بس يوفروا لنا بديل".
وفرت الحكومة أماكن للباعة، لا تبعد عن الميدان إلا بضعة أمتار، إلا أن الباعة لم يلتزموا بهذه الأماكن، وبحسب الرجل الأربعيني فإن "المكان بعيد عن الناس اللي بتعدي على الميدان، والباكيت فيه بيتأجر بـ300 جنيه، والرزق هنا أحسن بكتير".
تحت إحدى المظلات يجلس بائع آخر، ويدعى محمد أحمد، يعرض فاكهته للمارة، ليعود لزوجته وأولاده الأربعة بما يضمن لهم حياة كريمة، تبدو على ملامحه الرضا، وبابتسامة لا تغيب عن وجهه يقول: "والله اللي الحكومة عملته في الميدان كويس وحلو جدًا، والنافوره حاجة حضارية، بس بالنسبة لينا حقنا راح في البلد"
يعبِّر محمد عن غضبه قائلًا: "أنا شغال هنا من قبل التطوير في الميدان اتخلقت في الدنيا لقيت حالي كده وأنا مكانش نفسي أكون كده وأنا راضي بقضاء ربنا عليا بس المفروض إن هما يأمنوا مستقبلنا عشان إحنا عندنا عيال".