المئات يشيعون جثمان عبدالهادى «بودى جارد الأكابر» فى أسوان.. وأهله يطلبون القصاص
شيع المئات من أبناء أسوان، ظهر أمس، جثمان عبدالهادى عمار أحمد، حارس خاص «بودى جارد» (25 سنة)، وسط هتافات التكبير والتهليل وحالة من الحزن خيمت على الجميع بعد مقتله على يد أحد رجال الشرطة، فجر السبت الماضى، فى مشاجرة بخليج نعمة بشرم الشيخ، ورفض أهالى القتيل استقبال واجب العزاء، وأكدوا أن حقه لن يضيع.
«عبدالهادى» نشأ يتيماً، وهو الابن الأوسط بين عشرة أخوة، من عائلة متوسطة الحال، ثلاثة يعملون غطاسين أحدهم بميناء السد العالى والآخر غطاس حر، وعبدالهادى كان يعمل غطاساً قبل أن يعمل فى مجال الحراسة الخاصة.
منذ شهور قام بخطبة جارته «بسمة» لتكون الابتسامة الجديدة فى حياته، حيث عبّر للمقربين من أصدقائه أن الحياة أصبحت أحلى بعد الخطوبة، وأراد أن يجهز «عش الزوجية»، فقام بالعمل فى أحد الملاهى الليلية والديسكو، ثم لدى بعض رجال الأعمال، ويشهد له الجميع بقوته وشجاعته، وعدم مهابته من أحد، وكانت له بعض المشاجرات مع العرب والبدو بجنوب سيناء.[Image_2]
واستقبل الأهل خبر مقتله بالصدمة المفجعة، والتقت «الوطن» أهله، الذين يكادون لا يصدقون خبر وفاته، فعرسه بعد أيام، والمقرر له رابع أيام عيد الأضحى، وفى مسكنه الجديد، وكان الحزن يخيم على خطيبته بسمة عيد أحمد (18 سنة)، التى قالت: «كانت آخر مكالماته معى منتصف ليل الجمعة، وفى الساعة الأولى من صباح السبت، قال لى: عندى مشكلة، وحاسس إنى هموت يا بسمة، وخلّى بالك من نفسك»، وكان دايماً بيقول: «إن هناك ضابط شرطة كبير متعمده دايماً وبيحاول يسفره من شرم الشيخ بأى طريقة»، وبعد لحظات من المكالمة الأخيرة اتصل وقال: «آه آه، وانقطع الكلام والإرسال».
وتساءل إسلام، الشقيق الأصغر للقتيل، عن سر مقتل أخيه قائلاً: «المفروض إن ضابط الشرطة فى أى مشاجرة يحاول فضها بأن يطلق النار على القدم وليس من الظهر، وعلى مسافة قريبة لا تتجاوز ثلاثة أمتار تؤدى إلى اختراق الجسد»، نافياً تماماً أن يكون شقيقه بلطجياً، مضيفاً: «لأنه لو كانت عليه قضية بلطجة واحدة، لما استطاع دخول مدينة شرم الشيخ، التى تتميز بالتأمين المكثف»، وطالب بتحقيق العدالة والقصاص فى من تسبب فى قتل شقيقه.
ويضيف وحيد، صاحب إحدى صالات كمال الأجسام بأسوان، إنه أغلق الصالة ثلاثة أيام حداداً على صديق عمره الذى غدرته رصاصة ضابط من ظهره؛ لأن «عبدالهادى» لا يتجرأ أحد على مواجهته من وجهه، كان دائماً يضع روحه على يده، فهو يحرس الشخصيات العامة ورجال الأعمال، وكان كثير الجلوس معنا عندما يأتى لأسوان، وإننا كأصدقائه ننتظر العدالة والقصاص ممن قتله.