السوريون يبكون على أطلال أسواق حلب الأثرية
«عاصمة الثقافة العالمية تلتهمها نيران وقودها الناس والحجارة».. جملة خطها شاب سورى على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يلخص بها ما شعرت به قلوب الملايين فى أنحاء العالم، وهم يشاهدون صورا لسوق حلب التاريخية وهى تحترق، هذه السوق التى وصفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) بأنها «تحفة التحف» تختفى الآن وكأن هولاكو مر فيها بجيوش التتار ليحرق الأخضر واليابس فى معركة سماها النظام «معركة الحسم».
«جريمة كاملة الأركان جاءت وسط اتهامات قادة الجيش الحر لقوات الأسد بتدمير السوق الأثرية بهدف القضاء على المقاومة، لكن سرعان ما بادره الصوت الرسمى للنظام بالاتهام ذاته، وبين الصوتين طُمست معالم مدينة عمرها 4000 عام تحوى بين ثنايا أحيائها 150 موقعا أثريا».. هكذا قال محمد الذهبى، الناشط السورى من حلب، لـ«الوطن».
ومع احتدام القتال بين قوات الأسد وكتائب المعارضة، اندلعت ألسنة اللهب فى أكثر من 1000 محل تجارى لتلتهم واحدة من أقدم الأسواق الشرقية المسقوفة فى العالم، فتجارة سوق حلب أو ما تبقى منها بعد تدميرها يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر، وهى مدرجة على قائمة التراث العالمى.
ويضيف الناشط السورى لـ«الوطن» عبر «سكايب»: «لم يتبق من سوق حلب الآن سوى أطلال يتصاعد منها الدخان وسط لهيب من ألسنة النيران، تلك الأحياء الأثرية تصرخ الآن من تداعيات ديكتاتورية الأسد والأزمة التى تحرق بلادنا».
فحلب اسم على لائحة سورية طويلة مدرجة على مواقع التراث العالمى تضم مواقع يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد كأحياء العاصمة دمشق.
حادثة وصفتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية بأنها الضربة الأسوأ على الإطلاق التى وُجهت إلى المواقع التاريخية السورية بشكل عام وإلى السوق التاريخية بشكل خاص، تلك السوق التى استطاعت أن تحول قلب العاصمة التجارية لسوريا إلى موقع أثرى يرتاده السياح لسنوات طوال.