ويسألونك عن الثورة.. قل نجحت على الأقل فى «عدى النهار»
أراد أن يوثق ثورة 25 يناير بأسلوب بسيط لتظل محفورة فى أذهان الأجيال القادمة، وأن يقدم للجمهور معناها الحقيقى بعيدا عن جو الشعارات والوعظ، فلم يجد إلا عبارة واحدة هى «وعدى النهار»، لتصبح هى اسم الفيلم الروائى القصير الذى أخرجه وليد فاروق وحصل مؤخرا على جائزة أحسن فيلم فى مهرجان «يوسف شاهين» فى دورته الثانية، بالإضافة إلى منحه شهادة تقديرية فى الدورة الثالثة من المهرجان نفسه، كما تم عرضه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى.
الفيلم الذى لم تتجاوز مدته 20 دقيقة لجأ إلى أسلوب الرمزية فى التعبير؛ فكل بطل فى الفيلم يعبر عن فصيل معين فى المجتمع، البطلة التى تخاطب حبيبها طوال الفيلم وتدعوه إلى المشاركة فى الثورة هى رمز لمصر التى تعانى كسل وتباطؤ شعبها فى الدفاع عنها، وأحد الصيادين الذين يمتلكون مصنعا لصنع المراكب يرمز إلى شلة المنتفعين والفاسدين الذين استغلوا الدولة وتسببوا فى انهيارها.
أما المحور الرئيسى فى الفيلم، كما قال وليد، فهو الأخ الأكبر للبطل، الذى يرمز به إلى الرئيس السابق مبارك، يقول وليد: «حاولت تصوير فترة انهيار حكم مبارك بشخص محكوم عليه بالإعدام يعتقد أن خطاباته الثلاثة التى ألقاها ستنقذ عرشه من الجموع الغاضبة التى ملأت الميادين».
نهاية الفيلم التى استخدم فيها المخرج مشاهد حقيقية للثورة، بالإضافة إلى خطب السياسى البريطانى جون ريس التى أشاد فيها بالثورة المصرية، يقول عنها: «رمزت لنجاح الثورة بعدة أشياء، منها موت الأخ الأكبر للبطل وهو يحتضن التليفزيون كرمز لموت مبارك، أما البطلة فقد تخلت عن الجلباب الأسود الذى ارتدته طوال الفيلم وارتدت فستانا أبيضَ وهى تلوِّح بعلم مصر به من فوق أحد الجبال».
رسالة الفيلم، كما أشار المخرج الذى لم تتجاوز ميزانيته 500 جنيه، واستغرق تصويره شهرا، تأتى فى النهاية عندما تقول البطلة «بحلم ببكرة بس بكرة مش هييجى إلا لما يعدى النهار».