صورة اليوم.. أطفال غزة يستعدون للحرب بـ"عمليات الأسر" و"الأسلحة الخشبية"
الخضرة عانقت الرصاص، وشهد على اللقاء براعم المكان، اخترقت طلقات البنادق أبوابهم وجدرانهم، فما هدأت الدموع والربت على الأكتاف، من روع أطفال فلسطين، حين يتذكرون تفاصيل احتلال الوطن.
في مثل هذه الظروف، في بلدان أخرى، قد ينظر الأطفال إلى تكوينات بيوتهم الملطخة بالدماء، ويجمعون أشلاء الألعاب، لكن في فلسطين، يلملم الصغار بقايا ألعابهم الخشبية دون بكاء، صانعين منها سلاحا للغد، يشهروه في وجه أعدائهم.
ولأن أسلوب غزة مختلف في إعلان جدارتها بالحياة، يمرن أطفال حي الشجاعية، أكبر أحياء مدينة غزة، أنفسهم على حمل السلاح وكيفية إمساكه، وإن كان خشبيا كما صنعوه للاستعداد، إلى جانب تنفيذ عمليات تحاكي الواقع، لأسر الجنود الإسرائيليين.. بأبسط الإمكانيات يستعد أطفال غزة لأكبر عمليات المقاومة، فالحرب تصنع، على الأرجه، من الأطفال أبطالا، ما عاد يزيدهم ركام الحطام إلا إصرارا.
يذكر أن آخر العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة استمرت 51 يومًا، هاجمت فيها القطاع برًا وبحرًا وجوًا، أودت بحياة حوالي 2100 فلسطيني وعشرات آلاف المصابين، وأطلقت على العملية اسم "الجرف الصامد".