بروفايل| وداعاً.. «تاجر السعادة»
موهبة استثنائية سيتوقف أمامها كثيراً كل مؤرخ للحركة الفنية فى مصر والوطن العربى.. مشوار مدهش رغم أنه لم يتجاوز 15 عاماً، وفرة من المشاركات الفنية بلغت 32 فيلماً و16 مسلسلاً شهدت تنوعاً هائلاً فى الأدوار المقدمة.. ميزتان لم تتاحا لممثل من جيله ممن سبقوه فى المشوار الفنى. وتميز الفنان الراحل خالد صالح عن كثيرين من بنى مهنته بقدرة أبداها فى ارتداء الشخصيات ارتداءً.
«ممثل التناقضات» هو اللقب الذى استحقه الراحل خالد صالح متعدد المواهب الذى أبدع فى كل دور أو لون قدمه. من مسرح جامعة القاهرة، بدأ عضواً فى الفرقة المسرحية بكلية الحقوق لكنه لم يحذُ حذو كثيرين انطلقت مسيراتهم الفنية من مسارح الجامعة؛ فعقب تخرجه فى الجامعة 1987 تفرغ للعمل بالمحاماة، وأنشأ مشروعاً تجارياً صغيراً للوفاء بالتزامات بيته المفروضة عليه بسبب زواجه المبكر. ابتعد عن التمثيل لسنوات حتى أنشئ مركز الهناجر للفنون عام 1993 لتتاح له الفرصة من جديد بقلب هاوٍ وموهبة محترف، من خلال فرقة «الحركة» التى أنشأها مع زميله خالد الصاوى ليقدما من خلالها مسرحيات ناجحة. وكانت فرقة «الحركة» بوابة لدخول عالم السينما حينما اختاره المخرج السورى أنور القوادرى لأداء شخصية صلاح نصر فى فيلم «جمال عبدالناصر»، بعدها اختارته المخرجة إنعام محمد على لأداء دور مأمون الشناوى فى مسلسل «أم كلثوم». مشهد صغير ظهر فيه خالد صالح فى فيلم «محامى خلع» قاضياً فى المحكمة التى حكمت بخلع بطلة الفيلم داليا البحيرى من زوجها، لكن المشهد الصغير لفت الأنظار لموهبة كوميدية قادمة بقوة وكان سبباً فى ترشيحه بعد ذلك للمشاركة فى بطولة العديد من الأعمال المهمة. رحل خالد صالح الذى يصفه من عملوا معه فى «بلاتوهات» التصوير بالبشوش المرح الفنان الطيب البسيط البعيد عن العداوات مع أبناء مهنته.