«ندا».. عذبها زوجها بحلق رأسها وهاجرت مع أسرتها بعد نشر «الوطن» قصتها خوفاً من بطشه
عامان على زواج «ندا»، عاشت خلالهما لحظات الرعب والندم، قلبها يرتجف لسماع صوته الأجش خوفاً من عقابه، داوم الزوج على تقييد حركتها بحبل، على طريقة الأفلام الأجنبية، ووضع لاصق على فمها وحلق لها شعرها الجميل وهى ساكنة لا تتحرك عسى أن يكون ذلك مُرضياً له بعد 15 يوماً من الحبس داخل شقتها، ولم يكتفِ الزوج بحلق شعرها بل قام بتغيير ملامحها بحلق حواجبها وهى مسلوبة الإرادة لا تقاوم. «الوطن» التقت مع «ندا»، المقيمة بقرية الأورمان دائرة مركز شرطة طلخا، التى تركت قريتها هى وأسرتها بحثاً عن الأمان وخوفاً من بطش زوجها بعد أن تجرأت وحررت ضده محضراً بمركز الشرطة تتهمه فيه بحبسها وتعذيبها وحلق شعرها.
كلمات «ندا» ترتجف على طرف لسانها خوفاً من أن يظهر زوجها ليعاود عقابها: «شعرت بالعجز وشلل فى الحركة فقد حبسنى أسبوعين داخل الشقة التى أحكم إغلاق جميع نوافذها وكان يحضر لى الطعام أجهزه له ولا آكل منه رغم أننى كنت أُرضع طفلى الصغير الذى لم يتجاوز عمره عاماً ونصف العام، كنت أنفذ تعليماته وهو غير موجود، كان يطلب منى ألا آكل وألا أحاول فتح شباك أو باب وكنت أفعل، أخذ منى تليفونى المحمول ومسح جميع الأرقام منه وترك رقمه فقط وكان يذهب لعمله ويتحدث معى بالساعات ومنعنى من الرد على أى رقم آخر بخلاف رقمه فكنت أنفذ، كانت أمى تحاول الاتصال بى وخالتى وكانت لا أرد وكان يعود من عمله فيراجع سجل هاتف التليفون، فقد كان يتحكم فىّ عن بعد وسلبنى القدرة على المقاومة».
وتابعت، بعد أن انتابتها حالة هستيرية: «انتظرت خروجه إلى عمله، وبحثت عن مكان أخرج منه أنا وطفلى فلم أجد لأن جميع الأبواب مغلقة ولو حاولت الخروج من سلم البيت سيرانى أهله فقررت الخروج من شباك المطبخ وكان ضيقاً فمساحته لا تتعدى 50 سنتيمتراً، فاضطررت أن أترك طفلى، رغم أن والده لا يعرف قيمة الأبوة.. خرجت بجسدى من الشباك وصعدت لسطح البيت وألقيت بنفسى على سطح الجيران ونزلت من سلمهم وذهبت إلى منزل خالتى حتى لا يرانى أهله وعدت لبيت أبى». وتستعيد «ندا» بداية حياتها معه مشيرة إلى أنه كان يحبها وفجأة تغير وطلب منها أن تقبل بأشياء لا يقبلها الدين وطلب أن يحضر لها رجالاً فى شقتها فرفضت، فقد كان حبه شديداً وفى الوقت نفسه فى قلبه شك كبير، فتغيرت معاملته، وتابعت: «قبل حبسى المرة الأخيرة وقعت منى قطعة ملابس فى الشارع أثناء وضعها فى البلكونة ونزلت للشارع حتى لا تضيع وعدت للشقة، وعندما علم بخروجى من الشقة انهال علىّ ضرباً بسلك كهرباء ولم يترك مكاناً فى جسدى إلا وضربنى به ووقتها اتهمنى فى شرفى وقضيت بعدها أياماً فى شقة والدى التى لا تبعد عنه سوى شارعين فقط وجاءت خالته ورأت ما أنا عليه ثم عاد وندم على ما فعل وطلب منى أن أعود للبيت فعدت معه فقد كنت أنفذ تعليماته بدون تفكير فقرر بعدها حبسى وتعذيبى». وأضافت: «لا أريد أن أعود إليه ولكن أريد طفلى الصغير الذى يمكن أن يموت عنده».[FirstQuote]
وقالت والدتها: «كنت أنظر لجسد ابنتى فأجد لونه أزرق من شدة الضرب وأصبح جسدها هزيلاً من الحبس ولكن كنا نقول كل زواج فى البداية يكون فيه مشاكل ولما ضربها قلت له بدل ما تضرب بنات الناس لو مش عاوزها طلقها ولكنه كان يتلذذ بتعذيبها».
وأشار والدها إلى أنهم تركوا القرية منعاً للمشاكل. وأضاف: «سأحاول احتواء ابنتى وأعالجها وسألجأ للقضاء، ولا يمكن أن أتصالح معه وطلبت منه قبل ذلك الطلاق بالمعروف ولكنه رفض».