أمين الهنيدي.. نهاية مأساوية لنجم الكوميديا «بروفايل»
الفنان أمين الهنيدي
تمكنت منه الآلام ولكنه كان يخفيها في ملامح وجهه البشوش، ويغطي على صوتها العالي الذي يصرخ داخله بضحكته الرنانة، فكانت النهاية لا تليق برحلة الكوميديان العبقري أمين الهنيدي الذي أسس مدرسة منفردة في فن الأداء، والتي تستمد تميزها من نهجه في الكوميديا، وتمر اليوم الذكرى الـ 96 على ميلاد النجم الكبير، الذي لم يعش منهم سوى 60 عاما.
لم يكن يعلم الطفل المولود عام 1925، الذي بدأت بوادر الموهبة في الظهور عليه في السنوات الأولى من عمره، أنه سيصبح نجما في عالم الكوميديا، ولكن حب الفن كان ينمو بداخله حتى أصبح نجم حفلات المدرسة التي كان ينتظرها الطلاب لمشاهدة «أمين» وهو يقلد مونولوجات إسماعيل ياسين.
حالة من التخبط عاشها «الهنيدي» بعد مرحلة الثانوية، حيث التحق بكلية الآداب، وهناك اشترك في فريق التمثيل بالجامعة، ولكنه ترك دراسة الآداب ليلتحق بالحقوق ومن بعدها المعهد العالي للتربية الرياضية، ليتخرج أخيرا عام 1949، وابتعد عن التمثيل ودخل في مجال التربية الرياضية.
نداهة الفن تجذب أمين الهنيدي للمسرح
بعد سنوات سافر «الهنيدي» إلى السودان في مهمة عمل، وهناك جمعته الصدفة بالفنان محمد المصري المعروف بـ «أبو لمعة»، ليعود شريان الفن في جسده بالنبض مرة أخرى، ويقرر ترك وظيفته الثابتة والاستجابة إلى نداهة الفن، حيث كون مع صديقه فرقة مسرحية حققت له نوعا من الانتشار الفني ليشارك بعدها في مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية والسينمائية البارزة.
85 عملا قدمهم أمين الهنيدي للفن المصري، ما بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية والإذاعية، ومازالت أدواره حية في أذهان الجمهور، فهو بالنسبة لهم «تحتمس أفندي» بـ «غرام في الكرنك»، و«عبدالمتجلي سليط» في «لوكندة الفردوس»، وغيرها من الشخصيات التي منحها «الهنيدي» مذاقا خاصا.
المرض يرسم خط النهاية في حياة أمين الهنيدي
ولكن النهاية كانت مأسوية لا تليق بالبداية المفعمة بالأمل والتفاؤل، حيث تمكن المرض من إنهاك الجسد الضئيل، والذي عانى لفترة طويلة من سرطان المعدة وابتعد عن الوسط الفني بسبب المرض وتراكمت عليه الديون ليدخل في حالة اكتئاب.
صدر قرار بعلاج أمين الهنيدي على نفقة الدولة في ذلك الوقت، إلا أن العلاج تكلف أكثر من المبلغ المحدد، لتحجز المستشفى على جثمانه بعد الوفاة لحين سداد ألفي جنيه، بسبب أن أسرته لم تكن تمتلك هذا المبلغ، ولكن ساهم زملائه في سداده، ليخرج جثمانه إلى مثواه الأخير.