معلمة تهدد التلاميذ بالفلكة.. «لو مادفعوش المصاريف»
لم يصدق محمود سامى، من محافظة الشرقية، أذنيه عندما جاء إليه ابناه بعد أول يوم دراسى بعد إجازة العيد فى مدرسة «كفر شلشلمون الابتدائية» ليخبراه بقرارهما بأنهما لن يذهبا إلى المدرسة مرة ثانية، بل قام ابنه الصغير الذى ما زال فى الصف الرابع الابتدائى بالبكاء بحرقة، وقال مرتعشاً: «يا بابا لو بتحبنى مش عايز أروح هناك تانى».
محاولة الأب لمعرفة ما جرى كشفت عن أن السبب هو مدرسة اللغة الإنجليزية التى هددت التلاميذ بقولها: «اللى هييجى بكرة مش دافع المصاريف ومعاه الكتب هطحنه وأجلده وأعلقه فى الفلكة ومش هدرس أى حاجة وهقضى الحصة كلها ضرب فيه».
الصدمة التى شعر بها الأب المصاب بفيروس سى كانت مضاعفة، فهو يحاول التغلب على ظروف مرضه القاسية منذ ثمانية شهور، ولكن الخوف الذى رآه فى عيون ابنيه ضاعف من شعوره بالألم: «يعنى إيه يهددوا طالب بأنهم هيعذبوه بالفلكة علشان مدفعش المصاريف.. هو ده التعليم اللى هيطور البلد».
ذهب الأب الذى يعمل «حداد مسلح»، إلى المدرسة للاستفسار عما حدث، فوجد العشرات من أولياء الأمور قد ذهبوا لتقديم شكوى ضد المدرسة التى هددت ما يزيد على 200 طالب فى صفوف رابعة وخامسة وسادسة بنفس الطريقة: اللى أعرفه إن الوزير أكد أكتر من مرة إن دفع المصاريف مش مرتبط بالكتب، وإن أولياء الأمور يقدروا يقسطوا المصاريف على «ترمين» ولكن يظهر أن الوزارة بترحم لكن اللى شغالين فيها مش بيرحموا.
«محمود» ومعه عدد كبير من أولياء الأمور، حاولوا تقديم شكوى بتعنت المدرسة فى تسليم أبنائهم الكتب وتهديدهم بسبب ذلك، لكن أحد الأساتذة أخبره بأن لا جدوى من شكواه: «أنا أخدت ليسانس آداب ودبلومة ومع ذلك رضيت إنى أشتغل فى الحديد المسلح علشان عيالى، وبحاول أجنبهم نفس المصير بالتعليم لكن هما بيقولولى ببساطة سرحهم وحولهم لمتشردين، أنا ممكن أستلف من اللى حواليا، بس آخرتها إيه وليه يهددوا أولادى بالتعذيب علشان أنا مش قادر أدفع المصاريف ذنبهم إيه العيال الصغيرة؟!».