قبعة صوفية وأعواد بخور وسيجارة.. تناقضات جمعها "عم سيد"
يد تحمل أنواع من البخور لترويجها، واليد الأخرى يمسك بها سيجارته ولا مانع من ارتدائه قبعته الخضراء المعروف بها، يعتز بانتمائه إلي الصوفية، تناقضات واضحة المعالم علي عم "سيد طنطاوى"، الرجل الخمسيني الذي يتجول بين أهالي قرية دفرة بطنطا، التي ولد ونشأ بها، يتجول بأنواع عديدة من البخور يوم الجمعة، بالنسبة له عيد ولجميع المسلمين، فيكثر الطلب علي البخور، اتهمه البعض بالدجل والشعوذه إلا أنه لا يبالي ولا يكترث لتلك الإتهامات، مؤمنناً بمقولة "توكل وسيبها علي الله".
"الشياطين تكره وتنفر من الروائح الطيبة" قالها "عم سيد"، فبرغم التناقضات التي يراها فيه أبناء قريته من شربه للسجائر وانتمائه إلي الصوفية وقراءة القرآن إلا أن لسانه لا ينقطع عن ذكر الله، فيقول "بشرب سجائر بس فمي معطر دائماً بذكر الله"، مضيفاً أن الشياطين ليست موجوده في العالم السفلي فقط وإنما يوجد شياطين من الأنس الذي لا ينفع معهم البخور أو غيره، حسب قوله.
يعيش "عم سيد" برفقة والدته السيدة المسنة وهي حياته كلها لها ولخدمة الدين، فهو فلم يتزوج، زيارته للأضرحة تعتبر من الأشياء المحببة إلي قلبه، فيقول: "مفيش مقام ولا ضريح في مصر ماروحتوش وصليت ودعيت فيه"، مشيراً إلى أنه يزور جميع الأضرحة ومساجد آل البيت في القاهرة كل شهر، حسب قوله "لما بتعب بنام في الجامع والبخور هو مصدر رزقي الوحيد"، يسكن "عم سيد" في المنزل الذي ولد وتربي فيه لم يترك له والده ثروة أو قطعة أرض لكنه ترك له ثروة من نوع آخر، حسب قوله.
"أبويا الله يرحمة كان إمام مسجد توفي وسابلي تركة كبيرة عبارة عن مجموعة كتب نادرة وأصغر مصحف مربوط دايماً في رقبة والدتي"، مشيراً إلى أن ذلك المصحف يرجع إلي القرن التاسع عشر وورثته العائلة من الجدود، حسب وصفه، يذهب من قرية إلي قرية ومن بلد إلي بلد يمشي وهو زاهد الدنيا معتبراً أنها كما شبهها الله سبحانه وتعالي "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"، متمنياً أن يرجع الناس إلي الله، وأن الدنيا تغر المؤمن وتخدعه فيظن طول البقاء وهي فانية.