بعد مؤتمر "إعمار غزة".. إسرائيل تلهي الرأي العام بـ"تسليح حماس"
![بعد مؤتمر](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/19505_660_630482.jpg)
سياسة "بُص العصفورة" لازالت تفرض حضورها على كل الأحداث السياسية المهمة، ورغم تكرارها تنجح في جذب انتباه المعظم لقضية ما، وتسيير الدولة المراوغة في طريقها الذي نشدته، هكذا ما فعلته إسرائيل في الفترة الأخيرة بالتزامن مع تدشين مؤتمر إعادة إعمار غزة، الذي عُقد بمصر بمشاركة 50 دولة و20 منظمة حقوقية.
وقتما تلاحقت الأخبار عن المؤتمر وبدأه، عبرت إسرائيل تارة عن غضبها من عدم دعوتها لحضور المؤتمر ومشاركتها على اعتبار أنها فاعل أساسي في عملية إعمار غزة لتجاورهما، وتارة تطل بتصريحات معبرة عن قلقها من أن تذهب هذه الأموال إلى تسليح حركة حماس.
في الوقت ذاته تستكمل عملية بناء مستوطناتها، حيث أصدرت السلطات الإسرائيلية قرار بناء 2610 منازل في مستوطنة جفعات هاماتوس، وهو ما أدانه الاتحاد الأوروبي، وأوضحت أن "هذا العمل يمثل خطوة أخرى شديدة الأذى تقوض فرص التوصل إلى حل الدولتين وتشكك في التزام إسرائيل بالتوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين عبر التفاوض"، وأشار وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" إلى أنها ستكون أول مستوطنة جديدة في القدس الشرقية منذ 15 عاما، وفي نفس التوقيت اقتحم اليهود قبر النبي يوسف، الذي يقع شرق مدينة نابلس التي خاض صلاح الدين الأيوبي معركة لتحريرها، ودخلوا تحت إشراف وحماية خاصة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لأداء طقوس دينية لهم، لكن المواطنين واجهوهم بالطوب، وردت القوات بالغاز.
"إسرائيل بقالها 66 سنة بتطلع بتصريحات كغضبها من عدم مشاركتها في قضية تخص فلسطين أو الخوف من سيطرة حماس على الأموال".. استكمل اللواء عادل سليمان الخبير الإستراتيجى ومدير المركز المصرى للدراسات المستقبلية والإستراتيجية، أن إسرائيل لا تريد إعمار غزة بأي شكل من الأشكال.
أضاف "سليمان" في تصريح لـ"الوطن"، بأن إسرائيل تخرج بهذه التصريحات حتى تجعل الجميع يتساءل "هل هذه الأموال الناتجة عن مؤتمر إعادة إعمار غزة ستذهب إلى حماء أم إلى الإعمار بالفعل؟"، وتستكمل إسرائيل خططها في بناء المستوطنات والانتهاء من "التقسيم الزمني" أو الجدول الزمني الذي دشنته، حتى ينظم وقت دخول المسلمين للمسجد الأقصى ووقت توافد اليهود، لافتًا إلى ضرورة الالتفات إلى ما يحدث بالمسجد الأقصى، وعدم الانشغال بما تفتعله إسرائيل، مؤكدًا أن "حماس لا تحتاج أموال هذا المؤتمر حتى تتسلح، فهي لها مصادر تمويلها الخاصة"، وأنها أكدت أنها لن تقترب من هذه الأموال ومَن يريد إعمار غزة فليعمرها ولا تمانع في ذلك، بدليل اجتماعها مع حكومة التوافق الفلسطينية منذ 3 أيام ووقفوا على هذه التصريحات.