12 عاما على وفاة صاحب العلم والإيمان.. مصطفى محمود رائد القلم والمشرط
درس الطب وتخصص في الأمراض الصدرية واحترف الكتابة
تحل اليوم ذكرى وفاة الدكتور مصطفى محمود
تحل اليوم ذكرى وفاة العالم والمفكر الإسلامي الدكتور مصطفى محمود، حيث توفي في 31 أكتوبر من العام 2009، أي قبل 12 عاما، عن عمر ناهز الـ 88 عاما، تاركا وراءه ميراثا علميا وفيرا في مجالات شتى، بدءا من الطب مرورا بالأدب والفلسفة وحتى علاقة الإيمان بالعلم الذي قدم فيه لمكتبة التلفزيون زهاء 400 حلقة من برنامجه الشهير «العلم والإيمان» ليعد رائدا في المجالات الأدبية والعلمية كما يستحق أن يوصف كونه رائدا القلم والمشرط، كناية عن الكتابة بمختلف صنوفها والطب.
ذكرى وفاة مصطفى محمود
ورغم تعدد مشارب الدكتور المفكر الراحل مصطفى محمود وتنوع روافده واسهاماته، لكن يظل هناك خيط رفيع يجمع بينها حاملا عنوان «البحث عن الله» وهو الموضوع الذي شغل 30 عاما من رحلة عمره التي خط فيها مداده 89 كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية.
وبعيدا عن الناحية الفكرية فإن الدكتور مصطفى محمود ولد في27 ديسمبر 1921، ويعرف كونه من الأشراف وينتهي نسبه إلى علي زين العابدين، ودرس الطب وتخرج عام 1953 وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث بدءا من عام 1960، وتوفي في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر 2009، بعد رحلة علاج استمرت عدة أشهر، وشيعت الجنازة من مسجدهِ بحي المهندسين ولم يحضر التشييع أي من المشاهير أو المسؤولين، ولم تتحدث عنهُ وسائل الإعلام إلا قليلاً مما أشاع نوعا من الإحباط لدى بعض ذويه ومحبيه.
العلم والإيمان
وبالإضافة إلى برنامج العلم والإيمان الذي اشتهر به الدكتور الراحل مصطفى محمود، لاسيما بين عوام الناس والبسطاء، فإن هناك مسجدا يحمل اسمه أيضا أنشأه في عام 1979م، وعلى الرغم من أن المسجد معروف باسم «مسجد مصطفى محمود» لكنه يحمل اسم والده «محمود»، حيث اشترى قطعة أرض من عائد أول كتبه «المستحيل»، وأنشأ به الجامع وفيه 3 مراكز طبية ومستشفى وأربع مراصد فلكية وصخور جرانيتية، وفراشات محنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.
أزمة الشفاعة
وقد أثار موضوع الشفاعة أزمة من بين الأزمات الفكرية التي نسبت إليه، ومنها قوله إن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث، وأن الشفاعة بمفهومها المعروف أشبه بنوع من الواسطة والاتكالية على شفاعة النبي محمد وعدم العمل والاجتهاد، أو أنها تعني تغييراً لحكم الله في هؤلاء المذنبين وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه وهو ما أدى الى مهاجمته، وكانت محنة شديدة أدت به إلى أن يعتزل الكتابة إلا قليلاً، وينقطع عن الناس حتى أصابته جلطة، وفي عام 2003 أصبح يعيش منعزلاً وحيداً.
لكن مصطفى محمود ألف كتابا يحمل اسم أشرف الكائنات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال فيه: «إننا أمام ذات متفردة تماماً، مستوفية أسباب الكمال، جامعة لأقصى الأطراف في كل شئ، فاعلة منفعلة، نشيطة مؤثرة، تصنع بطلاً من كل رجل تلمسه، وكأنما لها أثر السحر في كل ما حولها ثم فيمن بعدها، ثم في التاريخ بطول 14 قرناً، ثم فيما يستجد بعد ذلك من مستقبل إلى آخر الزمان، نحن إذن لسنا أمام إبراهام لنكولن، ولا أمام جيفارا، كما تصور أصحابنا قصار النظر دعاة المادية الجدلية، ودعاة العلمية بلا علمية، نحن لسنا أمام مصلح اجتماعي، ولا أمام ثورة إسبارتاكوس الاجتماعية، لا.. لقد هزلت تلك التشبيهات، بل ظلموا أنفسهم وظلموا نبيهم.. ونقصوه وما قدروه.. بل نحن أمام ذات تسبح وتقدس من أنشأها في الأزل، وبعثها للأبد رحمة للعالمين وصلى عليها في عليائه وتمجد وتبارك في آياته: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، صلوات الله عليك يا محمد، يا رحمة لنا إلى آخر الدهر».