كلام الداخلية "مدهون بزبدة".. أول ما ينزل أرض الواقع "يسيح"
"الشرطة في خدمة الشعب..لقد تغير الشعار وأصبح واقعا" جملة يرددها مسؤولو وزارة الداخلية ليل نهار، طامحين في تغيير الصورة السلبية عنهم، لكن الأخبار المتواترة عن وزارتهم لا تخدمهم بحال، فما بين أخبار التعذيب المتتالية، وأحداث العبث بالجثث، وأمناء الشرطة الذين يهربون المساجين، ويتاجرون في الآثار، وصولا لتعرض الوزارة بالكامل للنصب من شركة صينية تنتج أجهزة الكشف عن المفرقعات، تجعل الوزارة دائما في موقف لا تحسد عليه بين صورة ذهنية تطمح إليها وحال صعب تعيش فيه.
"للأسف الأخبار السلبية هي الغالبة على الأخبار الإيجابية عن الوزارة، ليس لأنها الأكثر حدوثا، لكنها الأكثر وصولا" يتحدث النقيب مصطفى عبد الفتاح، مؤسس صفحة وزارة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، يعترف الشرطي الشاب: "إعلام وزارة الداخلية عن نفسها ليس بالمستوى الذي يحقق لها أهدافها، القوة الحقيقية في المواقف العفوية التي تحدث كل يوم في الشارع من ضباط شرطة يفعلون الكثير لكن ليس لديهم من يلتقط لهم الفيديوهات والصور وينقل عنهم مجهودهم".
يسترجع النقيب الشاب صور مجند الجيش الذي انحنى ليساعد عجوز على ارتداء "الشبشب": "مواقف زي دي كتير كل يوم، الوزارة عندها كاميرات بملايين لكن محطوطة على الرف مش بتنزل الشارع وتصور اللي بيحصل".
في الوقت نفسه يعترف مؤسس الصفحة الشهيرة بوجود عدد من الأخطاء داخل الوزارة تجعل نسب المشكلات بين المواطنين وأقسام البوليس عديدة: "هناك فرق بين الشرطي الذي درس ثانوية عامة وتخرج في كلية الشرطة، وبين أمين الشرطة الذي عادة ما يكون من خريجي الصنايع، والتي يعلم مستواها الجميع، للأسف معاهد أمناء الشرطة أنتجت 340 ألف أمين شرطة، يترقون مع كل يوم إلى ضباط ورتب أعلى، صحيح أنه يمنع دخولهم إلى الخدمة في قطاعات كالأمن المركزي، والقوات الخاصة، لكن يتم تصديرهم للتعامل مع المواطنين وهنا تبدأ الكوارث".
يفند النقيب الشاب أسباب الأزمة، التي يتحملها وزملاؤه كاملة، يرى الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن هناك مشكلة ضخمة في التعامل مع وزارة الداخلية من قبل الإعلام، الذي يحمله مسؤولية الصورة السيئة: "هناك حالة من الترصد الإعلامي، لا تعاني منها وزارة أخرى كالداخلية، حيث يتم التركيز على الأخبار الفردية، والسلبية أكثر مما سواها، وإن كان هذا لا يعني أن الشرطة بخير تماما، فهي بحاجة للكثير من تحسين أدائها في التعامل مع المواطنين وتحسين جهازها الإعلامي.