"فاتن": "دخلت أعمل عملية في عين واحدة خرجت بالاتنين مليانين دم"
كانت تمارس التمارين الرياضية صباح كل يوم وتعودت أن ترى الحياة بشكل وردي ومتفائل، وتدرجت في وظيفتها إلى أن أصبحت خبيرة رياضيات بدرجة مدير عام بوزارة التربية والتعليم، فبعد أن أجريت عملية بالشبكية بدأت ترى الدنيا من وراء زجاج مغيم بالدماء المجلط "روحت أعمل عملية في عين واحدة خرجت مش شايفة بالاتنين"، تروي الأستاذة فاتن محمد عبدالمنصف (59 عامًا) قصتها بعدما تعرضت لخطأ طبي نادر، فمنذ ما يقرب من 5 سنوات تعرَّضت لقطع شريانين أحدهما المغذي للشبكية والآخر للمخ، كعب داير على أبواب نقابة الأطباء ووزارة الصحة والدكاترة بجميع مستشفيات مصر، والجميع يؤكد أن الأمل الوحيد بعد ربنا أن يحدد الدكتور الذي أجرى العملية مكان الشريانين اللذين قطعهما عن طريق الخطأ: "أنا مش طالبة حد يحاسبه ومش عايزة عقابه في الدنيا يخفف عقابه في الآخرة"، بحسب قول "فاتن".
لم تكن تعلم أن أستاذًا جامعيًا وطبيبًا له اسمه في مجال الطب ومستشفى خاص وكبير وله سمعة من بين مستشفيات العيون، هما السبب أن تكمل حياتها لا ترى شيئًا، والأمل أن يتدخل الدكتور في وجود حل لها إلا أنه ما زال يمتنع: "حرام عليكي سبيني في حالي أنا شقيان" كلمات قالها لها الدكتور الذي أجرى العملية بعدما ترددت عليه أكثر من مرة ولجأت للجميع ولم تجد حلًا، فتقول: "لما عمل العملية وحصل نزيف سابني وحقن عنيا بمادة الأفستن واللي أكد لي الدكاترة بعدها إنها غير آمنة على العين"، لجأت "فاتن" إلى الطب الشرعي كي تثبت أنها تعرَّضت لإهمال طبي فكان التقرير الطبي يصدر أن لديها ضغطًا مرتفعًا ونسبة عالية بالسكر ونسبة تجلط في الدم، متسائلة: "كيف يصدر تقرير طبي من دون الكشف الطبي سواء قياس الضغط أو أخذ عينة دم"، حسب قولها: "ده تزوير في حقي لأن الدكتور على علاقة بصديق له بالطب الشرعي".
وأضافت السيدة الخمسينية أن هناك شريانان متصلان بالعين؛ الأول يغذي المخ والثاني يغذي الشبكية، والطبيب الذي أجرى العملية هو الوحيد الذي يعلم أيًا منهما الذي قطع بعد ربنا، حسب وصفها: "كنت داخلة أعمل عملية في عيني اليمنى طلعت بنزيف دم في الاتنين ومفيش مركز إشاعة عايز يعملي إشاعة عشان اتعرضت لصبغة كتير"، عذاب لا تستطيع أن تصفه "الأستاذة فاتن" بعدما تأكدت بحسب تقرير استشاري أوعية دموية بمستشفى الشيخ زايد التخصصي والذي أكد أن الشريان المقطوع وبينزف مالوش علاقة بالعين، حينها تأكدت أنها تعرضت لخطأ وإهمال طبي، حسب وصفها: "أنا مش عايزة منه حق أنا عايزاه يصلح اللي عمله ومستعدة أكتب إقرار على نفسي"، مشيرة إلى أنه يرفض وقال لها "لو دفعتي مليون جنيه مش هافتح عينك تاني".
وتقول "لما كنت في السعودية من عشرين سنة كانوا بيقولوا الطب في مصر دلوقتي المصريين بيهربوا يتعالجوا في الخليج"، مؤكدة أن نقابة الأطباء ووزارة الصحة هما السبب في تدني الطب في مصر، حسب قولها "وصلت التقارير الطبية لمكتب الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة، واطلع عليها ومأخدش قرار واحد لحد دلوقتي"، شهد لها الأطباء التي ذهبت لهم أنها صاحبة إرادة قوية وتتمسك بالحياة، من أجل أولادها الاثنين اللذين يعملان في مجال الهندسة، وتقول: "أنا مش عايزة من الدكتور حق أنا عايزاه يروح بذنبي كامل عند ربنا".