السحابة السوداء: «موسم حصاد الأرز ووعود الحكومة والكحة»
دخان كثيف وهواء ملوث يحجب الرؤية وتضيق به صدور أصحاب الأمراض الصدرية، الموسم السنوى لنوبات السحابة السوداء تأتى كل خريف برعاية الفلاحين الذين يصرون على حرق قش الأرز بعد حصاده، مصحوباً بوعود وتصريحات الحكومة بمواجهته بخطوات جادة ورادعة للخلاص من الظاهرة المتكررة. طوارئ بوزارتى البيئة والزراعة واجتماعات مطولة للمحافظين مع الفلاحين بالقرى لم تكللها نتائج عملية لحل مشكلة السحابة السوداء التى ظهرت فى أواخر تسعينات القرن الماضى، توصيات ومقترحات وتقارير أسبوعية ترفع إلى الجهات المعنية لحين إشعار آخر، مشكلة تواجه محمد المهدى -فلاح من كفر صقر بالشرقية- الذى لا يجد أى فرصة للتخلص من قش الأرز بعد حصاده، فلا الدولة تتسلم منه القش أو تعفيه من حرقه، بحسبه: «المحافظة توعدنا كل سنة هتاخد مننا القش وهتسلمنا بدلاً منه فلوس، لحد ما يفوت الموسم وبنضطر نخزنه وبعدين نحرقه». محاضر فورية فى انتظار المخالفين من المزارعين، بحسب المهندس إبراهيم حسين، نائب جهاز شئون البيئة، مؤكداً أن الوزارة تبذل أقصى مساعيها من خلال لجان تعمل على مدار الساعة، ومكابس تستخدم القش بعد تدويره كعلف للحيوان، لذا تسعى الدولة إلى استبدال قش الأرز الضار بأعلاف صناعية مفيدة، ويضيف «ظاهرة قش الأرز ستظل موجودة حتى لو ضاعفنا الجهود لأننا نحد من المشكلة ولا نقضى عليها تماماً». نهاية موسم السحابة السوداء تعنى الإعلان عن خروج تقرير سنوى إلى النور يشمل قياس مقدار تلوث الهواء، بحسب «حسين»، الذى يلفت إلى جهود جهاز شئون البيئة فى عمل تقارير الرصد المختلفة بجدية تامة يتعامل معها قدر المستطاع».