«إيزيس» تسألكم من قلب المعاناة: «مين يناسب عيلة بتقضى حاجتها قدام الناس فى جردل»
حملوا العدة والعتاد، مقررين الرحيل من أقصى مرتفع فى منطقة البشايرة بأسوان إلى أدناها، هروباً من واقع منطقة سكنية وعرة تنبت أرضها الأشواك «شيطانى»، لكن الرحيل لم ينه المعاناة، خاصة لحظة اكتشاف أسرة «تواضروس» وحشة الحجرة واستحالة العيش بداخلها، بلا سقف أو كهرباء أو مواسير صرف صحى، بإيجار يفوق 400 جنيه، والاسم «مأوى» أكثر رحمة من العراء والسير فوق الأشواك. وحشة المنطقة الجبلية التى سكنها «تواضروس» وزوجته «إيزيس» بحى البشايرة، دفعت ابنهما الوحيد «عادل» (25 عاماً) إلى مضاعفة عمله حتى يتمكن من تحصيل إيجار الحجرة الجديدة أسفل المنحدر «أنا ميكانيكى فى حتة محدش معاه فيها تمن عربية، لو كنت أعرف إن الأوضة متختلفش عن اللى قبلها مكناش خرجنا منها».
غضب الابن لم يعادل حسرة والدته الخمسينية «إيزيس فتحى» (54 عاماً) التى عانت من انعدام مواسير الصرف فى حجرتها، مما دفع بها إلى طرق أبواب جارتها طمعاً فى السماح بقضاء حاجة أسرتها داخل دورة المياه فى شقتها مرة يومياً، لكن الوضع لم يدم طويلاً «فى مرة بطلت تفتح لنا الباب وإحنا سامعين صوتهم جوه، وبعد كده اتخانقت معايا وقالت لى صرّفوا نفسكم».
«جردل» من الصفيح هى الوسيلة التى لجأت لها «إيزيس» بعد أن عزف الجيران عن قبول تردد أسرتها على المرحاض بحجة الخصوصية: «حفرت حفرة جنب البيت مدارية ولامؤخذة ثبت فيها جردل وخبيته بملاية عشان نفك زنقتنا.. لأن دى الحاجة الوحيدة اللى منقدرش نتحملها أنا وجوزى العاجز، لأن نفسنا عفيفة منقدرش نشحت من الناس حمام وسترنا نفسنا بالمتاح».