بالصور| "المتهالك".. مشروع فني فلسطيني يظهر معاناة الهروب خلال الحرب
تولد أجمل وأدق الفنون وأكثرها تعبيرًا من وحي الصراعات والحروب والأوقات الصعبة، فأكثر الفنون إبداعًا هي التي وُلدت في أيام الظلم والظلام، حيث تولِّد الحاجة الرغبة في التحرر من القيود، ومحاولة تجاوز المحنة بالرسم والألوان والشعر والغناء والنحت، وهو ما فعله النحات الفلسطيني، إياد رمضان صباح.
ونزحت أسر كاملة بأطفالها من منازلهم إلى شاطئ البحر، خلال الحرب الأخيرة على غزة، وبحثوا عن الملجأ الآمن من صواريخ الاحتلال التي لم تفرِّق بين الكبير والصغير، ومن هنا استلهم إياد الفكرة التي قرر تجسيدها في أعمال النحت.
أبدع الفنان الفلسطيني في نحت عدد من التماثيل التي تهرب من مكان إلى آخر، وذلك في عدة أماكن من غزة، من حي الشجاعية وخزاعة وحتى شاطئ البحر، وكانت التماثيل تجسِّد رجلًا يحمل ابنه، وسيدة تركض، وأخرى تمسك طفلها بيدها، وبينهم عجوز، وفي خلفية التماثيل تظهر البيوت التي دُمِّرت نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وبذلك تكتمل لوحة "المتهالك"، وهو الاسم الذي تخيره إياد لمشروعه.
يذكر أن الفنان إياد تخرج في جامعة الفاتح في ليبيا، كلية الفنون التشكيلية تخصص نحت، وحصل على الماجستير في ذات التخصص من جامعة حلوان المصرية، وهو عضو جمعية الفنانين التشكيلين في غزة، وعضو اتحاد الفنانين العام، ومحاضر بجامعة الأقصى في غزة، وشاركه في هذا العمل عدد من الفنانين، منهم شريف سرحان، محمد مسلم، خليل المزين، جمال أبوالقمصان، سلمان النواتي، محمود النواجحة، محمد غبن.
ولإياد الصباح عدد كبير من المعارض التي شارك فيها بمنحوتاته، منها معرض جامعة ناصر في ليبيا، ومعرض الأرض في طرابلس، ومعرض ثنايا في غزة، ومعرض بينالي الثالث والعشرون في الإسكندرية، كما حاز على العديد من الجوائز، منها درع جمعية الفنانين التشكيليين عام 2002، وجائزة جمعية محبي الفنون عام 2005، وجائزة المرتبة الثالثة في مسابقة فيلم الجوال الليلة البيضاء بالمركز الثقافي الفرنسي 2007.
ومن الأعمال الميدانية التي أبدعها إياد، نصب "انطلاقة الفينيق" بميدان فلسطين في غزة، ونصب "حلم العودة" بميدان أبوحميد في خان يونس، ونصب "عروس البحر" في المجمع الإيطالي بغزة، و"نصب الفداء" بميدان الـ17 في رفح الفلسطينية.