كأي طفل صغير، ظل يراقب والده في صمت وهو يشكل الخامات ويصنعها، يتتبعه، يشاهده، ويسجل في مخيلته تفاصيل دقيقة صاحبته إلى صباه، ليضبط نفسه هائما في عشق الفنون، القبح على يديه يتحول إلى جمال وإبداع، ظل هاويا لتدوير كل ما تقع عليه عينيه من مخلفات، لتصبح لوحة بديعة تسر الناظرين، قبل أن تتوهج موهبته وتفسح الطريق أمام الاحتراف، كللت بحصول محمد تكروني ابن أقصى الجنوب، على المركز الأول في مسابقة جاليري «لمسات» لفن المصغرات من الفن التشكيلي التي أقيمت في القاهرة مؤخرا.
ورث الفن التشكيلي عن والده
في مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، يقيم الشاب محمد تكروني، الذي تخرج في معهد فني تحاليل بيولوجية بجامعة الأزهر، وما يقدمه من إبداع وفنون، مجرد موهبة بحسب تصريحاته لـ«الوطن»، مشيرا إلى أنه ورثها عن والده، ووجد تشجيعا كبيرا من الأسرة وأصدقائه المقربين على استكمال ما ينفذه من تصميمات، فضلا عن محاكاته للماضي والحاضر، وآخرها احتفاله بافتتاح طريق الكباش المنتظر، بتصميه عربة «حانطور» بالسائق وبأشكال مختلفة، «ده من الأحداث العظيمة اللي مش بتتكرر في العمر غير مرة، فحاولت إني أعبر عن فخري ببلدي وعظمة أجدادنا الفراعنة»، بحسب محمد.
السوشيال ميديا سبب شهرته
لم تتوقف موهبة «تكروني»، الذي يعمل فني معمل في مستشفى إسنا المركزي، عند مجرد التصميم فقط، بل تحول إبداعه إلى مشروع واقعي، ساعده في انتشاره ومعرفة الناس بأعماله منصات السوشيال الميديا المختلفة: «بصراحة خدمتني السوشال ميديا بتوفيق من ربنا في الانتشار، وكل يوم بعرف ناس جديدة جميلة، بتشجعني على موهبتي، وكمان أغلب تسويقي عن طريق الفيس، وكمان يوتيوب فادني بمعلومات كتير، ونميت نفسي يعتبر من عليه، في معرفة الخامات والأدوات واستخداماتها».
حصل على المركز الأول في مسابقة فنية
يشارك الشاب العشريني، في مهرجانات ومسابقات مختلفة، كان آخرها فوزه بالمركز الأول في مسابقة جاليري لمسات في مصغرات الفن التشكيلي، بعد معرفته بالمسابقة عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، «الحمد لله ربنا كرمني وقدرت أفوز بالمركز الأول في المسابقة، وده كان على حساب مشاركين كتير من محافظات مختلفة»، وهو ما حققه عن طريق إعادة تدوير المخلفات سواء خشبية أو بلاستيكية وغيرها من الأشياء التي تتحول إلى نفايات وتلقى في سلة القمامة، «أنا بحول الحاجات دي إلى تحف زي الموتوسيكلات، أو العربيات، أو ألعاب للأطفال.. ممكن أصمم أي حاجة تطلب مني بفضل الله، وبأقل إمكانيات، عملت مجسم شيشة من علبة مانيكير فاضية مثلا».
بعض أعماله ارتبطت بالمناسبات الدينية والوطنية
لم تعد أعمال محمد تكروني مجرد موهبة للتسلية، بل تخطت ذلك إلى مشروع حي، أنشأ صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ليسوّق عبرها أعماله وتصميماته المختلفة، التي يشتبك مع الواقع دائما من خلالها، مستغلا المواسم والمناسبات المختلفة، ليحول الخردة إلى فنون مختلفة، لعل أبرزها المولد النبوي الشريف: «صممت عروسة مولد بأشكال وألوان مختلفة، وكمان حصان المولد»، فضلا عن انحيازه إلى إحياء الهوية دائما، كتصميم مجسم عربة فول ومدفع إفطار في شهر رمضان، وغيرها من التصميمات الأخرى.
تعليقات الفيسبوك