النص الكامل لخطبة الجمعة المقبلة: «الأسرة سكن ومودة»
الأوقاف
أكّد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أنَّ استقرار الأسرة سبيل لاستقرار المجتمع والوطن والدولة، مبينًا أنَّ الأسرة المستقرة أحد أهم دعائم الدولة المستقرة، مشيرًا إلى أنَّ مبادرة «سكن ومودة» التي أطلقتها وزارة الأوقاف تهدف إلى التثقيف العام بأهمية الاستقرار الأسري، وبث روح السكن والمودة بين أفرادها جميعًا، وهو ما سيكون محور موضوع خطبة الجعة المقبلة.
وحددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان «الأسرة سكن ومودة»، مع تأكّيد وجوب الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا تزيد على 10 دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة، معبرة عن ثقتها في سعة أفقهم العلمي والفكري، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.
نص خطبة يوم الجمعة
ونصت خطبة الجمعة المقبلة لوزارة الأوقاف، على أنَّ الأسرة أساس المجتمع، ونواة بنائه، وبتماسكها واستقرارها يكون تماسك المجتمع واستقراره؛ لذلك عني الإسلام ببناء الأسرة عناية كبيرة بما يحقق السكن والمودة والرحمة بين جميع أفرادها، حيث يقول تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
وجاء في خطبة الجمعة: «أن المتأمل في الآية الكريمة يجد أن الله (عز وجل) بين أن بناء الأسرة من آياته العظيمة، فجعل سبحانه الزواج سكنا، وذلك لأن الرجل يسكن فيه إلى زوجه، والمرأة تسكن فيه إلى زوجها، فقد جعل الحق سبحانه وتعالى المودة والرحمة من أسس بناء الأسرة، فالمودة: صفة تبعث على حسن المعاملة، فيحتمل كل من الزوجين ما قد يند من الآخر، أو تختلف فيه بعض الطبائع ، حيث يقول نبينا (صل الله عليه وسلم): (لا يفرك مؤمن مؤمنة؛ إن كره منها خلقا، رضي منها آخر)، وبذلك تكون الأسرة قائمة على معاني حسن الخلق، وجميل العشرة، والرأفة، وفي ظلال هذه الأسرة المستقرة المتماسكة تنمو الخلال الطيبة، وتنشأ الخصال الكريمة والذرية الصالحة، فتنتشر السعادة في جنبات البيت».
خطوات لتحقيق السكن والمودة في الأسرة
كما جاء في خطبة الجمعة المقبلة: «لتحقيق السكن والمودة في الأسرة ينبغي التحلي بأمور، منها: المعاملة الطيبة، والمعاشرة بالمعروف، حيث يقول تعالى: {وعاشروهن بالمعروف، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (استوصوا بالنساء خيرا)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (خير نسائكم من إذا نظر إليها زوجها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله)».
وتابعت: «وأنه لتحقيق السكن والمودة يجب إنفاق الزوج على أسرته، بتوفير المأكل والمشرب والملبس، حيث يقول تعالى: {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف، ويقول سبحانه: {لينفق ذو سعة من سعته)، ويقول نبينا (صل الله عليه وسلم): (أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلي، وابدأ من تعول)، ويقول (صل الله عليه وسلم): (کفی بالمرء إثما أن يضيع من يعول)، ومنها: حفظ الأسرار بين الزوجين، فكلا الزوجين ستر وسكن للآخر، وإفشاء الأسرار لا يرضاه دين، ولا خلق قويم، حيث يقول نبينا (صل الله عليه وسلم): (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها)».
المشاركة في تربية الأبناء
كما تضمن نص خطبة الجمعة: «أن السكن والمودة يتطلب المشاركة في تربية الأبناء، وتنشئتهم تنشئة سوية، فلا يقتصر دور الزوجين على رعاية الأبناء بتقديم الطعام والشراب والأمور المادية فقط، بل تعظم هذه الرعاية ببناء القيم والأخلاق في نفوسهم؛ مما يؤهلهم للقيام بدورهم في رفعة المجتمع وتقدمه، ويكونون بذلك قرة أعين لآبائهم وأمهاتهم في الدنيا والآخرة، حيث يقول سبحانه: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما، ويقول نبينا (صل الله عليه وسلم): (إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، وكما تُعنى الأسرة بالأبناء يجب أن تعنى بحقوق الآباء، حيث يقول الحق سبحانه: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}، فيتحقق الأمن والسكينة، والسعادة لكل أفراد الأسرة».